أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1672 - تقصير الزوج في معاشرة الزوجة

10-01-2009 17629 مشاهدة
 السؤال :
أشعر أن زوجي لا يحب المعاشرة معي كثيراً، أي كل شهر مرة أو مرتين فقط مع العلم أنه لا يشكو من أي مشكلة في رجولته، وأقول له: إني متضايقة منه، يقول لي: إنه يفكر كيف سيجلب لنا المعيشة؟ فما هي نصيحتكم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1672
 2009-01-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن الواجب بين الزوجين المعاشرة بالمعروف، وذلك لقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، ولقوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.

ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: إِنِّى لأُحِبُّ أَنْ أَتَزَيَّنَ لِلْمَرْأَةِ ـ يعني زوجته ـ كَمَا أُحِبُّ أَنْ تَزَيَّنَ لِي، لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} رواه البيهقي.

ومن المعاشرة بالمعروف استمتاع كلٍّ من الزوجين بالآخر، وللزوجة أن تطالب زوجَها بالوطء، لأن حلَّه لها حقُّها، كما أن حِلَّها له حقُّه، فيجب على الزوج أن يعفَّ زوجته عن الحرام، وأن يعطيها حقَّها كاملاً في ذلك، وإلا كان الزوج آثماً في ذلك ما دام أنه ليس بعاجز عن قضاء حاجتها وهي بحاجة إلى ذلك.

وأما تفكيره كيف يؤمِّن المعيشة فهذا من حقِّه، ولكن لا يجوز له أن يُتعب قلبه في ذلك، لأن الله تعالى يقول: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِين} فكيف بالإنسان المؤمن؟ ويقول تعالى: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون * فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُون}، فالله تعالى يُقسِم بأن الرزق مقسوم ومضمون، وعلى العبد أن يأخذ بالأسباب، وبعدها يتوكَّل على الله تعالى. وليعلم بأن حرصَه على الرزق لن يزيد فيه، كما أن زهده فيه لن ينقصه، وما كان له فسيأتيه على ضعفه، وما كان لغيره فلن يناله بقوته. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
17629 مشاهدة