أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4081 - استقرض مالاً من رجل نصراني وفقد الرجل

19-07-2011 31551 مشاهدة
 السؤال :
 2011-07-19
استقرضت مبلغاً من المال من رجل نصراني، وفقد الرجل ولم أجده، ولا أدري كيف أردُّ إليه ماله، فما هو العمل لتبرئة ذمتي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4081
 2011-07-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن أخلاق المؤمنين حفظ الأمانة حتى مع غير المؤمنين، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ) رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي. والدَّين أمانة في ذمة المدين. هذا أولاً.

ثانياً: يجب عليك أن تبحث عنه بجدٍّ وعزم، أو عن أحد ممن يعرفه، فإن تبيَّن لك أنه مات فعليك أن تبحث عن ورثته حتى توصل إليهم هذا المال.

ثالثاً: إن عجزت عن الوصول إليه، أو لأحد من ورثته، فيجب عليك أن تتصدَّق بهذا المال، وذلك بصرفه للفقراء إن لم تكن أنت فقيراً، فإن كنت فقيراً فخذ من هذا المال بقد حاجتك، وتصدَّق بالباقي، فإن كان الرجل على قيد الحياة فإنه ينتفع من تلك الصدقة في حياته الدنيا، بصحة وعافية ومال وما شاكل ذلك، وربما أن تكون سبباً في هدايته للإسلام، أما إذا مات على غير الإسلام فلن ينتفع من هذه الصدقة.

رابعاً: إن ظهر صاحب المال في يوم من الأيام، أو أحد ورثته، فيجب عليك أن تخيِّرهم بين إمضاء الصدقة، أو أن تكون ضامناً للمال، فتدفعه لهم، ويكون لك أجر الصدقة إن شاء الله تعالى.

وبناء على ذلك:

فابحث جاهداً حتى تجد صاحب المال أو أحداً من ورثته، فإن لم تجد أحداً منهم فتصدَّق بهذا المال للفقراء أو لبعض المشاريع الخيرية، فإن ظهر صاحب المال بعد ذلك، فتكون ضامناً للمال إن لم يجز لك الصدقة. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
31551 مشاهدة