أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2427 - زيارة النبي    بعد الحج أو العمرة

22-10-2009 357 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم زيارة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحج أو العمرة؟ وهل صحيح أنه لا يجوز أن نقول: زيارة النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما نقول: زيارة المسجد النبوي الشريف؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2427
 2009-10-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ذهب جمهور الفقهاء سلفاً وخلفاً إلى مشروعية زيارة النبي صلى الله عليه وسلم، و أنها سنة مؤكدة عند الحنفية، وسنة مستحبة عند غيرهم، وذلك لقول الله عز وجل: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا الله تَوَّابًا رَحِيمًا}. والنص مطلق وليس مقيداً، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

ولأنه مما لا شك فيه بأنه صلى الله عليه وسلم حيٌّ في قبره، وقد صح قوله صلى الله عليه وسلم: (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون) رواه أبو يعلى.

وصح أنه صلى الله عليه وسلم قال: (مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ) رواه مسلم.

وإذا ثبت بنص القرآن أن الشهداء أحياء في قبورهم بقوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.

ونهينا بنص القرآن أن نقول عنهم أموات، قال تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ}.

فإن من المعلوم بأن النبي صلى الله عليه وسلم عند موته قال: (يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ) رواه البخاري. فهو شهيد صلى الله عليه وسلم.

ولقوله صلى الله عليه وسلم: (من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ، ومن مات بأحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة) رواه البيهقي.

ولقوله صلى الله عليه وسلم: (من زار قبري وجبت له شفاعتي) رواه البيهقي.

ولقوله صلى الله عليه وسلم: (من جاءني زائراً لا يعلم له حاجة إلا زيارتي، كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة) رواه الطبراني.

ويقول الحافظ ابن حجر: إن زيارة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال، وأجلِّ القربات الموصلة إلى ذي الجلال، وإن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع.

ويقول القسطلاني: اعلم أن زيارة قبره الشريف من أعظم القربات، وأرجى الطاعات، والسبيل إلى أعلى الدرجات، والزيارة لها آدابها والتي من جملتها:

1.عدم التزاحم أمام قبره الشريف صلى الله عليه وسلم، لأنه خلاف الأدب.

2.عدم رفع الصوت بالصلاة والسلام عليه، صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن الكلام العادي.

3.أن يتبع زيارته صلى الله عليه وسلم بزيارة صاحبيه شيخي الصحابة رضي الله عنهم جميعاً.

وبناء على ذلك:

فزيارته صلى الله عليه وسلم سنة مؤكدة، ويقصد قبره الشريف للزيارة، ولأنه حي في قبره صلى الله عليه وسلم، وكذلك ينوي مع زيارته للنبي صلى الله عليه وسلم زيارة المسجد النبوي الشريف، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى) رواه البخاري. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
357 مشاهدة