أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8521 - ترتيب سور القرآن

05-12-2017 2074 مشاهدة
 السؤال :
المعلوم بأن ترتيب سور القرآن توقيفي، فكيف نوفق بين هذا وحديث الإمام مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَـمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلَاً، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8521
 2017-12-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

تَقْدِيمُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ النِّسَاءِ عَلَى سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، كَانَ قَبْلَ تَرْتِيبِ سُوَرِ القُرآنِ كَمَا يَقُولُ بَعْضُ الفُقَهَاءِ، وَبَعْضُهُمْ قَالَ إِنَّ تَرْتِيبَ سُوَرِ القُرْآنِ لَيْسَ تَوْقِيفِيَّاً، بَلْ هُوَ اجْتِهَادٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَيَسْتَدِلُّونَ عَلَى ذَلِكَ بِهَذَا الحَدِيثِ الشَّرِيفِ.

وبناء على ذلك:

فَمَسْأَلَةُ تَرْتِيبِ سُوَرِ القُرْآنِ فِيهَا خِلَافٌ بَيْنَ الفُقَهَاءِ، مِنْهُمْ مَنْ قَالَ تَوْفِيقِيٌ، وَعَلَى هَذَا القَوْلِ تُحْمَلُ صَلَاةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ قَبْلَ تَرْتِيبِ سُوَرِ القُرْآنِ الكَرِيمِ.

وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ بِأَنَّ تَرْتِيبَ سُوَرِ القُرْآنِ الكَرِيمِ اجْتِهَادٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَيَسْتَدِلُّونَ عَلَى ذَلِكَ بِهَذَا الحَدِيثِ الشَّرِيفِ.

وَالمُهِمُّ هُوَ أَنْ نُصَلِّيَ النَّافِلَةَ وَنُطِيلَ فِيهَا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2074 مشاهدة