أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2164 - معنى: {لأقعدن لهم صراطك المستقيم}.

04-07-2009 10822 مشاهدة
 السؤال :
لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم قول إبليس: {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم} فتوعَّد بذلك ذرية سيدنا آدم عليه السلام، وسيدنا آدم عليه السلام لم تكن له ذرية، فكيف علم بذلك؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2164
 2009-07-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فعندما أراد ربنا عز وجل خلق سيدنا آدم عليه السلام، خاطب الملائكة الكرام بقوله: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُون}. وكان إبليس مع الملائكة يسمع الخطاب، فعلم من خلال ذلك أنه ستكون ذرية لسيدنا آدم عليه السلام، فأقسم لربنا عز وجل أن يغويهم أجمعين، إلا عباده منهم المخلصين، قال تعالى حكاية عنه: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين}.

وأنا أنصحك يا أخي الكريم أن تسأل عن علم ينفعك في تصحيح عقيدتك، أو تصحيح عبادتك، أو تحسين أخلاقك، لأن هذا هو الذي ستسأل عنه يوم القيامة، سنسأل عن أعمالنا، كما قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون}.

لأن مثل هذا السؤال العلمُ فيه لا ينفع، والجهل فيه لا يضر، ولكن علمنا بما هو واجب علينا تجاه الشيطان هذا هو العلم النافع، والواجب الذي أوجبه الله تعالى علينا تجاه الشيطان أن نتخذه عدواً، كما قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}.

وأن نستعيذ بالله من شره ووسوسته، قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم}.

اللهم اكفنا شر شياطين الإنس والجن، واجعلنا من عبادك المخلَصين حتى لا يكون للشيطان علينا سبيل. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10822 مشاهدة