أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6308 - عقدة لسان سيدنا موسى عليه السلام

14-05-2014 52706 مشاهدة
 السؤال :
لقد كانت عقدة في لسان سيدنا موسى عليه السلام، فسأل ربه عز وجل أن يحلها له، فهل انحلت عقدة لسانه أم لا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6308
 2014-05-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَعِندَما كَلَّفَ رَبُّنا عزَّ جلَّ سَيِّدَنا مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ بالذَّهابِ إلى فِرعَونَ لِتَبلِيغِ رِسَالَتِهِ لَهُ، سَأَلَ اللهَ عزَّ جلَّ بَعضَ الأُمورِ التي تُعينُهُ على ذلكَ، من جُملَتِها أن يَحُلَّ عُقدَةَ لِسَانِهِ، قال تعالى: ﴿اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي  * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى﴾.

فَقَولُهُ تعالى: ﴿قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى﴾ دَليلٌ وَاضِحٌ بأنَّ اللهَ تعالى استَجابَ دَعوَتَهُ، وأعطاهُ ما سَأَلَ، فَشَرَحَ صَدْرَهُ، ويَسَّرَ أمرَهُ، وحَلَّ عُقدَةَ لِسَانِهِ، وجَعَلَ لَهُ أخاهُ هارونَ وَزيراً.

وبناء على ذلك:

فقد حَلَّ اللهُ تعالى عُقدَةَ لِسَانِ سَيِّدِنا مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ، حتَّى صَارَ فَصِيحاً بَلِيغاً، وآزَرَهُ وأَعَانَهُ بأخيهِ هارونَ عَلَيهِ السَّلامُ.

لكن مَعَ ذلكَ كَانَ فِرعَونُ يُعَيِّرُهُ بِحَبسَةِ لِسَانِهِ التي كَانَت قَبلَ أن يَحُلَّها اللهُ تعالى، قال تعالى مُخبِراً عن فِرعَونَ: ﴿أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِين﴾. يَعني: لا تُوجَدُ عِندَهُ فَصَاحَةٌ، ولا بَلاغَةٌ فَكَانَ فِرعَونُ يَصطَادُ في المَاءِ العَكِرِ، لأنَّ قَلبَهُ كَانَ في صُدودٍ وفي عَمَى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
52706 مشاهدة