أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7262 - «وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ»

10-04-2016 69 مشاهدة
 السؤال :
جاء في الحديث عن السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله: «وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ، وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ» ما معنى: «اجْتَمَعَا عَلَيْهِ، وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7262
 2016-04-10

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ» ـ وَعَدَّ مِنْهُم: ـ «وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ، وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ».

يُفِيدُ الحَدِيثُ الشَّرِيفُ بِأَنَّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ لَيْسَتْ بَيْنَهُمَا صِلَةُ نَسَبٍ، وَلَا قَرَابَةٍ، وَلَا مَالٍ، وَلَا شَرِكَةٍ، وَلَا مَصَالِحٍ، وَإِنَّمَا هِيَ مَحَبَّةٌ في اللهِ تعالى، مِنْ أَجْلِ دِينِ اللهِ تعالى، وَمِنْ أَجْلِ الحَقِّ الذي جَاءَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَهَذَانِ في ظِلِّ عَرْشِ اللهِ تعالى يَوْمَ القِيَامَةِ، بِشُرُوطٍ:

1ـ أَنْ تَكُونَ المَحَبَّةُ خَالِصَةً لِوَجْهِ اللهِ تعالى، مُتَحَقِّقَةً بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ، أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْـمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» رواه الشيخان عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

2ـ أَنْ تَكُونَ مُسْتَمِرَّةً بَاقِيَةً إلى المَوْتِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾. وَالحُبُّ في اللهِ تعالى مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الإِيمَانِ.

3ـ أَنْ تَكُونَ مَبْنِيَّةً على أَسَاسٍ مِنَ التَّقْوَى، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْـمُتَّقِينَ﴾. يَجْتَمِعَانِ على اللهِ تعالى، وَعلى ذِكرِ اللهِ تعالى، وَعلى التَّنَاصُحِ في اللهِ تعالى، وَيَفْتَرِقَانِ على ذَلِكَ؛ اجْتَمَعَا على الطَّاعَةِ، وَتَفَرَّقَا على الطَّاعَةِ؛ بِمَعْنَى إِذَا خَلَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِنَفْسِهِ خَلَا بِطَاعَةِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهَذَا شَأْنُ المُخْلِصِينَ، فَهُمَا مِنْ أَهْلِ الطَّاعَةِ في الخَلْوَةِ وَالجَلْوَةِ.

وبناء على ذلك:

فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ في ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَعَلَيْهِ بِمَحَبَّةِ الآخَرِينَ في اللهِ تعالى، فَلَا يَجْتَمِعُ مَعَ أَحَدٍ إلا على طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يَفْتَرِقُ عَنْهُم إلا على طَاعَةٍ، وَيَسْتَمِرُّ على ذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُ اليَقِينُ، مَعَ إِخْلَاصِ المَوَدَّةِ وَالنُّصْحِ، وَتَكُونُ جَلْوَتُهُ وَخَلْوَتُهُ على طَاعَةِ اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
69 مشاهدة
الملف المرفق