أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1522 - النظر إلى شعر المرأة

13-11-2008 10467 مشاهدة
 السؤال :
نحن في زمن فتن والإنسان بطبيعته إذا تعود الأمر يومياً أصبح عنده عادياً وطبيعياً. وموضوعي يا سيدي هو عن كشف الشعر للنساء فنحن نرى في الطريق وفي التلفاز وفي العمل حتى في الذهاب للمسجد نرى فتيات غير محجبات بحيث أصبحنا ننظر إلى الفتاة أو المرأة وهي غير محجبة كأنه أمر طبيعي ولا يثير الشهوة. سؤالي هو: هل يأثم الإنسان إذا نظر إلى شعر الفتاة أو المرأة لكنه ينظر بدون شهوة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1522
 2008-11-13

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن كان الحال وصل بنا إلى ما ذكرتم فهذا دليل على ضعف الإيمان، وعموم المنكر في المجتمع لا يغير الحكم الشرعي، فيجب علينا غض البصر وحفظ الفرج ولو عمَّ المنكر، وذلك لقول الله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}.

كما يجب علينا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلا فالفتنة تصيبنا، قال تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب}. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون}. وجاء في تفسير هذه الآية: عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الْآيَةِ؟ قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ قُلْتُ: قَوْلُهُ تَعَالَى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (بَلْ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ الْعَوَامَّ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ) رواه النسائي.

وبناء على ذلك:

فيجب غض البصر ولو عمَّ منكر كشف الوجه واليدين والشعر، كما يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلا فالكل آثم، ونعوذ بالله تعالى من أن ندرك زماناً يصبح فيه الناس يرون المنكر معروفاً والمعروف منكراً.

اللهم إنا نبرأ إليك من كل منكر في مجتمعنا، اللهم إنا لا نرضى بهذا المنكر ولا نقدر على ردّه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10467 مشاهدة