11ـ دروس رمضانية لعام 1436: وقولوا للناس حسناً

11ـ دروس رمضانية لعام 1436: وقولوا للناس حسناً

 

 11ـ دروس رمضانية لعام 1436: وقولوا للناس حسناً

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فيا أيُّها الإخوة الكرام:

الكَلِمَةُ التي يَتَفوَّهُ بها الإنسانُ ذَاتُ حَدَّينِ، إما أن تُعمِّر البُيُوتَ وإما أن تَهدِمَها، وإما أن تَسْفِكَ الدِّمَاءَ وإما أن تَحْقِنَها، الكَلِمَةُ ذَاتُ حَدَّينِ، إما أن تَجْمَعَ وإما أن تُفَرِّقَ، إما أن تَزْرَعَ المَوَدَّةَ والرَّحْمَةَ، وإما أن تَزْرَعَ الحِقدَ والبَغْضَاءَ.

الكَلِمَةُ إما أن تُورِدَنا المَهَالِكَ وتُحبِطَ العَمَلَ، وإما أن تُوصِلَنا إلى جَنَّةٍ عَرضهَا السَّمَواتُ والأرضُ.

تَوْجِيهُ اللهِ تعالى من أَجْلِ الكَلِمَةِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لِخُطُورَةِ الكَلِمَةِ ولِعِظَمِ أَثَرِهَا يَأْتِي تَوْجِيهُ اللهِ تعالى لنا، وَخَاصَّةً عِنْدَمَا نَتَكَلَّمُ مع الآخَرِينَ من أَبْنَاءِ جِنْسِنَا:

أولاً: يَقُولُ اللهُ تعالى آمِرَاً لنا: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾. دَقِّقُوا على أَمْرِ الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ﴾. ما قال: وَقُولُوا للمؤمنين، ما قال: وَقُولُوا لمن تُحِبُّونَ، ما قال: وَقُولُوا لمن وَافَقَكُم، ما قال: وَقُولُوا للصَّالِحِينَ، بل قال: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ﴾. جَمِيعِ النَّاسِ، مُؤْمِنِهِم وكَافِرِهِم، طَائِعِهِم وعَاصِيهِم، المُوَافِقِ منهم والمُخَالِفِ، وَقُولُوا للنَّاسِ جَمِيعَاً حُسناً، لأنَّ المؤمنَ يَجِبُ أن لا يَجْرِي على لِسَانِهِ إلا القَولُ الحَسَنُ، وهذا ما أَشَارَ إِلَيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ» رواهُ التِّرْمذيُّ عن معاذ بن جبل رضي الله عنه وقال: حديثٌ حسنٌ. ومن الخُلُقِ الحَسَنِ القَولُ الحَسَنُ.

أيُّها الإخوة الكرام: لِنَنْظُرْ إلى أَلْسِنَتِنَا هل نَقُولُ للنَّاسِ حُسْنَاً، في حَالِ مَكْرَهِنَا كَحَالِ مَنْشَطِنا؟ هل نَقُولُ للنَّاسِ حُسْنَاً، في حَالَةِ الغَضَبِ كَمَا في حَالَةِ الرِّضَا؟ هل نَقُولُ للنَّاسِ حُسْنَاً، في حَالَةِ الشِّدَّة كما في حَالَةِ الرَّخَاءِ والسَّعَةِ؟

أيُّها الإخوة الكرام: لقد تَمَزَّقَت الأُسرَةُ الوَاحِدَةُ بِسَبَبِ الكَلِمَةِ المُجَانِبَةِ للقَولِ الحَسَنِ، هذا مُؤَيِّدٌ وهذا مُعَارِضٌ، وكُلُّ وَاحِدٍ يَجْرَحُ الآخَرَ بالكَلِمَةِ، لقد تَحَاسَدنَا وَتَدَابَرنَا وتَبَاغَضْنَا بِسَبَبِ الكَلِمَةِ، أينَ نحنُ ـ أبناءَ الأُسرَةِ الوَاحِدَةِ، أَبناءَ هذا الدِّينِ الوَاحِدِ ـ من قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾؟

ثانياً: يَقُولُ الله تعالى آمِرَاً لنا أن نَقُولَ القَولَ المَعْرُوفَ: ﴿وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفَاً﴾. فهل كَلِمَتُنَا من القَولِ المَعْرُوفِ، أم من القَولِ المُنْكَرِ؟

ثالثاً: يَقُولُ اللهُ تعالى آمِرَاً لنا أن نَقُولَ القَولَ المَيْسُورَ: ﴿فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورَاً﴾. فهل كَلِمَتُنَا من القَولِ الميسُورِ الهيِّنِ اللَّيِّنِ، أم من القَولِ الصَّعْبِ القَاسِي؟

رابعاً: يُرشِدُنَا رَبُّنَا عزَّ وجلَّ إلى أنَّ الحَسَنَةَ لا تَسْتَوِي مع السَّيِّئَةِ، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم﴾. الكَلِمَةُ الحَسَنَةُ تَجْعَلُ صَدِيقَاً، كما أنَّ الكَلِمَةَ السَّيِّئَةَ تَجْعَلُ خَصْمَاً وعَدُوَّاً.

خامساً: يُرشِدُنَا الله تعالى إلى المَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ عِنْدَمَا نَتَحَدَّثُ مع الآخَرِينَ، والمَوْعِظَةُ الحَسَنَةُ هي الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ، قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين﴾.

سادساً: يُبَيِّنُ لنا مولانا عزَّ وجلَّ بأنَّ القَولَ المعروفَ خَيرٌ من العَطَاءِ الذي يَتْبَعُهُ المنُّ والأذى، قال تعالى: ﴿قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذَىً واللهُ غَنِيٌّ حَلِيم﴾.

سابعاً: يَضْرِبُ الله تعالى مَثلاً عن الكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ والكَلِمَةِ الخَبِيثَةِ، فيقول تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون * وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَار﴾. فهل كَلِمَتُنَا طَيِّبَةٌ تُؤتِي أُكُلَها بِجَمْعِ الشَّمْلِ والكَلِمَةِ أم ـ لا قدَّر الله ـ خَبيثَةٌ تُفَرِّقُ الجَمْعَ والشَّمْلَ وتُرِيقُ الدِّمَاءَ؟

أَثَرُ القَولِ السَّدِيدِ في المُجْتَمَعِ:

أيها الإخوة الكرام: اِهْتَمُّوا بالكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ، اِهْتَمُّوا بالقَولِ السَّدِيدِ، اِهْتَمُّوا بالكَلِمَةِ التي لا تُوَرِّثِكُم نَدَامَةً، ولا تَدْفَعُكُم للاعْتِذَارِ، اِهْتَمُّوا بالقَولِ السَّدِيدِ المُحْكَمِ لأنَّ لَهُ أَثَرَاً إِيجَابِيَّاً في حَيَاتِنَا، ولهذا أَمَرَنَا الله تعالى بالقَولِ السَّدِيدِ، وَضَمِنَ لنا نَتَائِجَهُ التي نَبحثُ عنها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدَاً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِع اللهِ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: الآمِرُ يَجِبُ أن يَكُونَ ضَامِنَاً، ولن يَكُونَ هذا إلا للهِ تعالى، فهو الآمِرُ بِحَقٍّ لأنَّهُ إِلَهٌ خَالِقٌ، وهو الضَّامِنُ للنَّتَائِجِ لأنَّهُ لا يُعْجِزُهُ شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، ولأنَّهُ على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

اللهُ تعالى أَمَرَنا بالتَّقْوَى وبالقَولِ السَّدِيدِ، والقَولُ السَّدِيدُ هو قَولُ الحَقِّ بِأُسلُوبٍ طَيِّبٍ حَسَنٍ مَعْرُوفٍ مَيْسُورٍ كَريمٍ حَكيمٍ، وَوَعَدَنا بما تَهْفُو إليه نُفُوسُنا، وَوَعَدَنا بالشَّيءِ الذي نَبحَثُ عنه، وَعَدَنَا بالشَّيءِ الذي نَقْتَتِلُ من أَجْلِهِ، لقد وَعَدَنَا الله تعالى بِأُمُورٍ ثَلاثَةٍ إن تَحَقَّقْنا بالتَّقْوى والقَولِ السَّدِيدِ:

أولاً: وَعَدَنَا اللهُ تعالى بالإصلاحِ، قال تعالى: ﴿يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾. فيا من يَنْشُدُ الصَّلاحَ والإصلاحَ قُلْ قولاً سَدِيداً، قُلْ كَلِمَةً طَيِّبَةً.

ثانياً: وَعَدَنَا اللهُ تعالى بالمغفِرَةِ لِذُنُوبِنَا، قال تعالى: ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾.

ثالثاً: وَعَدَنَا اللهُ بالفَوزِ العَظِيمِ، قال تعالى: ﴿وَمَن يُطِع اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً﴾.

اِسْمَعْ يا من يَنْشُدُ الصَّلاحَ والإصلاحَ إلى هَدْيِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَيثُ يَقُولُ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرَاً أَوْ لِيَصْمُتْ» رواه الإمام البخاري عن أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

قُلْ خَيْرَاً إن كُنتَ صَادِقَاً في طَلَبِ الإصلاحِ، وإن عَجَزْتَ عن قَولِ الخَيرِ فَاصْمُتْ، لأن صَمْتَكَ يُصلِحُ أَكْثَرَ من قَولِ غَيرِ الخَيرِ.

كَلِمَةُ الشَّرِّ مَزَّقَت الأُمَّةَ، ومَزَّقَت الأُسرَةَ، وواللهِ لا خَيرَ في كَلِمَةِ الشَّرِّ أبداً، والخَيرُ كُلُّ الخَيرِ في الكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ الخَيِّرَةِ.

عَدُوُّنَا أَشْعَلَ نَارَ الفِتْنَةِ بالكَلِمَةِ:

أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ عَدُوَّنا غَزَانَا من خِلالِ الكَلِمَةِ، أَشْعَلَ نَارَ الفِتَنِ بَيْنَنَا بالكَلِمَةِ، سَفَكَ دِمَاءَنَا على أَيْدِي بَعْضِنَا البَعْضِ بالكَلِمَةِ، جَزَّأَ المُجزَّأَ بالكَلِمَةِ، غَزَانَا عَدُوُّنَا بالكَلِمَةِ عن طَرِيقِ أَجْهِزَةِ الإعلامِ المرئِيَّةِ والمَسْمُوعَةِ والمقرُوءَةِ، لقد حَرَّشَ بَيْنَنَا، ونحنُ في غَفْلَةٍ عنه.

أيُّها الإخوة الكرام: أَفْسِدُوا مُخَطَّطَاتِ شَيَاطِينِ الإِنسِ والجِنِّ بالقَولِ الحَسَنِ، وتَذَكَّرُوا واحْفَظُوا قَولَ الله تعالى: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوَّاً مُّبِينَاً﴾.

شَيَاطِينُ الإِنسِ والجِنِّ يَنْزَغُونَ بِيْنَنَا، اليَهُودُ والصَّلِيبِيَّةُ الحَاقِدَةُ يَنْزَغُونَ بِيْنَنَا، أَفْسِدُوا عليهم مُخَطَّطَاتِهِم، واللهِ بُغضُهُم لنا لا يَعْلَمُه إلا اللهُ تعالى، قال تعالى: ﴿قَدْ بَدَتِ البَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾.

أفْسِدُوا عليهم ما أَرَادُوهُ لنا، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاء﴾. أفْسِدُوا عليهم هذا بالكَلِمَةِ الحَسَنَةِ، بالكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ بَيْنَنَا، لا تَتَرَاشَقُوا باللَّعَنَاتِ، ولا بالسَّبِّ والشَّتْمِ، فهذا لَيسَ من خُلُقِ المُسْلِمِ.

الكَلِمَةُ الحَسَنَةُ تُطْفِئُ نَارَ العَدَاوَةِ:

أيها الإخوة الكرام: إنَّ الكَلِمَةَ الحَسَنَةَ تُطْفِئُ نَارَ العَدَاوَةِ، فهل اسْتَخْدَمْنَاهَا في أَيَّامِ الشِدَّةِ والأزمَاتِ، هناكَ من يُرِيدُ اسْتِفْزَازَنَا، هناكَ من يُرِيدُ أنْ تُسفَكَ الدِّمَاءُ أَكْثَرَ من ذلكَ، هناكَ من يُرِيدُ أنْ يُسْتَهْلَكَ سِلاحُنَا، وأنْ يُمزَّقَ شَمْلُنا.

رَجُلٌ يَهُودِيٌّ مَعَهُ كَلْبٌ، يَمُرُّ على إِبْرَاهِيمَ بنِ أَدْهَمَ ـ الرُّجُلِ الصَّالِحِ ـ وأَرَادَ أنْ يَسْتَفِزَّهُ وأن يُوقِدَ نَارَاً، وهذا شَأْنُ اليَهُودِ، فَقَالَ لإبرَاهِيمَ: أَلِحْيَتُكَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَطْهَرُ من ذَنَبِ هذا الكَلبِ، أم ذَنَبُ الكَلبِ أَطْهَرُ من لِحْيَتِكَ؟

هَل يُشعِلُ نَارَ الفِتنَةِ من جَرَّاءِ هذه الكَلِمَةِ التي قَالها اليَهُودِيُّ؟ هل يُستَفزُّ بهذهِ الكَلِمَةِ، ورَبُّنَا يَقُولُ: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾؟

فَأَجَابَهُ العَارِفُ بالله، الذي امْتَثَلَ أَمْرَ الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾. فَقَالَ: إن كَانَتْ ـ يعني لِحْيَتَهُ ـ في الجَنَّةِ لَهِيَ أَطْهَرُ من ذَنَبِ كَلْبِكَ، وإن كَانَت في النَّارِ، لَذَنَبُ كَلْبِكَ أَطْهَرُ منها.

فما مَلَكَ اليَهُودِيُّ إلا أن قَالَ: أَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ الله، واللهِ ما هذهِ إلا أَخْلَاقُ الأَنْبِيَاءِ.

هذا هوَ أَثَرُ الكَلِمَةِ التي كَلَّفَنَا اللهُ تعالى بِقَوْلِهَا، هيَ عِزٌّ لنا في الدُّنيَا، وذُخْرٌ لنا في الآخِرَةِ.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيها الإخوة الكرام: القَولُ الحَسَنُ السَّدِيدُ هوَ شِعَارُ المُسْلِمِ، فالمُسْلِمُ من سَلِمَ المُسْلِمُونَ من لِسَانِهِ وَيَدِهِ، المُسْلِمُ يَلْتَزِمُ تَكْلِيفَ اللهِ تعالى، وَيَثِقُ بِمَا وَعَدَ اللهُ تعالى به على الكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ.

أيُّها الإخوة الكرام: تَحَاوَرُوا وَتَنَاقَشُوا وَطَالِبُوا بالذي تُرِيدُونَ، وَلْيَكُنْ كَلامُكُم تَحتَ قَولِهِ تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾. وَتَحْتَ قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ».

اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا على ذلكَ. آمين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الثلاثاء: 20/ رمضان /1433هـ، الموافق: 7/ تموز/ 2015م

 2015-07-07
 1161
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  دروس رمضانية

14-03-2024 209 مشاهدة
1-مواساة لأصحاب الأعذار في رمضان

يَا مَنْ أَقْعَدَكُمُ المَرَضُ عَنِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَقُلُوبُكُمْ تَتَلَهَّفُ للصِّيَامِ وَالقِيَامِ، أَبْشِرُوا وَلَا تَحْزَنُوا، فَأَنْتُمْ في نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، مَا دَامَتْ قُلُوبُكُمْ تَتَطَلَّعُ للصِّيَامِ ... المزيد

 14-03-2024
 
 209
26-05-2022 661 مشاهدة
28ـ غزوة بدر وحسرة المشركين

فِي خِتَامِ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى العَظِيمَةِ المُبَارَكَةِ، التي جَسَّدَتْ لَنَا بِوُضُوحٍ تَامٍّ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * ... المزيد

 26-05-2022
 
 661
26-05-2022 493 مشاهدة
27ـ غزوة بدر درس عملي لكل ظالم ومظلوم

غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى فِيهَا دَرْسٌ عَمَلِيٌّ لِكُلِّ ظَالِمٍ، وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ، وَكَأَنَّ لِسَانَ حَالِ الغَزْوَةِ يَقُولُ لِكُلِّ مَظْلُومٍ: اصْبِرْ وَصَابِرْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَحِيدَ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ، فَالعَاقِبَةُ لَكَ، ... المزيد

 26-05-2022
 
 493
29-04-2022 366 مشاهدة
26ـ غزوة بدر وتواضع القائد

مِنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى نَتَعَلَّمُ خُلُقَ التَّوَاضُعِ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَيْفَ كَانَ يَتَعَامَلُ مَعَ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ. ... المزيد

 29-04-2022
 
 366
29-04-2022 751 مشاهدة
25ـ هنيئًا لكم أيها الصائمون القائمون

يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ... المزيد

 29-04-2022
 
 751
29-04-2022 856 مشاهدة
24ـ أقوام عاشوا عيش السعداء

الزَّمَنُ يَمضِي ولا يَعُودُ، ولَيسَ هُناكَ شَيءٌ أسرَعُ من الزَّمَنِ، فهوَ لا يَتَوَقَّفُ، تَمُرُّ اللَّيالِي والأيَّامُ والشُّهُورُ والسَّنَوَاتُ على الإنسَانِ ويَنتَهِي وُجُودُهُ فِيها كَأَنَّهُ لم يَلبَثْ فِيها إلا سَاعَةً من الزَّمَنِ. ... المزيد

 29-04-2022
 
 856

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3154
المكتبة الصوتية 4763
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412042958
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :