106ـ كلمات في مناسبات: كلمة بمناسبة رأس السنة الميلادية لعام 2019 م

106ـ كلمات في مناسبات: كلمة بمناسبة رأس السنة الميلادية لعام 2019 م

 

106ـ كلمات في مناسبات: كلمة بمناسبة رأس السنة الميلادية لعام 2019 م

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ هُوَ الذي يَسْتَعْبِدُهُ العُرْفُ الغَالِبُ، وَتَتَحَكَّمُ في أَعْمَالِهِ التَّقَالِيدُ الفَاسِدَةُ السَّائِدَةُ، حَتَّى وَلَو كَانَتِ ارْتِكَابَاً لِمَعَاصٍ وَمُنْكَرَاتٍ تُسْخِطُ رَبَّنَا سُبْحَانَهُ وَتعالى.

أَمَّا الإِنْسَانُ القَوِيُّ الطَّمُوحُ فَهُوَ الذي يَجْعَلُ نَفْسَهُ عَلَى هَوَى مَا جَاءَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَيْثُ جَعَلَهُ الشَّرْعُ الشَّرِيفُ مَتْبُوعَاً لَا تَابِعَاً، عَزِيزَاً لَا ذَلِيلَاً، سَيِّدَاً لَا مَسُودَاً، كَامِلَاً لَا نَاقِصَاً، مُرْضِيَاً مَوْلَاهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خِلَالِ تَمَسُّكِهِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: بَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ يَنْتَهِي عَامٌ مِيلَادِيٌّ وَيَبْدَأُ عَامٌ جَدِيدٌ، وَالأُمَّةُ بِشَكْلٍ عَامٍّ تَسْتَعِدُّ لِإِحْيَاءِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ في مَعْصِيَةِ اللهِ تعالى، مِنْ غِنَاءٍ، وَرَقْصٍ، وَاخْتِلَاطِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، مَعَ شُرْبِ الخُمُورِ، وَرُبَّمَا بِارْتِكَابِ الفَوَاحِشِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، وَهُمْ في ذَلِكَ يُقَلِّدُونَ مَنْ قَالَ اللهُ تعالى في حَقِّهِمْ: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدَاً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئَاً إِدَّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدَّاً * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدَاً * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدَاً * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدَاً﴾.

وَكَأَنَّ الأُمَّةَ نَسِيَتْ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا، لَا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى» رواه الترمذي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَنَسِيَتِ الأُمَّةُ الحَدِيثَ الذي رواه أبو يعلى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ كَثَّرَ سَوَادَ قَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» /كذا في نصب الراية.

﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ ذَكَرَ لَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ في القُرْآنِ العَظِيمِ بِأَنَّهُمْ لُعِنُوا بِسَبَبِ تَرْكِ الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، فَقَالَ تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُون * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾.

وَمَا ذَكَرَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لَنَا ذَلِكَ إِلَّا لِنَعْتَبِرَ مِنْهُمْ، وَأَنْ نَتَجَنَّبَ الطَّرِيقَ الذي سَلَكُوهُ، وَهَذَا وَاجِبٌ عَلَى الأُمَّةِ أَنْ تَتَنَبَّهَ إِلَيْهِ، لِأَنَّنَا اليَوْمَ نَرَى بَعْضَ الأَفْرَادِ وَالجَمَاعَاتِ اتَّبَعُوا غَيْرَ المُسْلِمِينَ في كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ، وَتَحَقَّقَ فِيهِمْ قَوْلُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، شِبْرَاً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعَاً بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ».

قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، آليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟

قَالَ: «فَمَنْ»؟ رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

لِنَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى لَا نَصِلَ إلى مَا وَصَلُوا إِلَيْهِ، وَلَقَدْ بَيَّنَ لَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِدَايَةَ الطَّرِيقِ الذي سَلَكَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ حَتَّى اسْتَحَقُّوا اللَّعْنَةَ وَالطَّرْدَ عَنْ رَحْمَةِ اللهِ تعالى، روى أبو داود في سُنَنِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: يَا هَذَا، اتَّقِ الله وَدَعْ مَا تَصْنَعُ، فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَكَ، ثُمَّ يَلْقَاهُ مِنَ الْغَدِ فَلَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ الله قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ ثُمَّ قَالَ: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرَاً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرَاً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾».

ثُمَّ قَالَ: «كَلَّا وَاللهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ الظَّالِمِ، وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرَاً، وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرَاً».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عَلَيْنَا بِالأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، وَإِذَا أَصَرَّ العَبْدُ عَلَى المُنْكَرِ يَحْرُمُ عَلَيْنَا البَقَاءُ في ذَلِكَ المَجْلِسِ، لِأَنَّ البَقَاءَ في مَجْلِسٍ فِيهِ مُنْكَرَاتٌ فِيهِ إِقْرَارٌ لِذَاكَ المُنْكَرِ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَرَّضَ نَفْسَهُ لَا قَدَّرَ اللهُ لِسَخَطِ اللهِ تعالى، وَلَقَدْ ضَرَبَ اللهُ تعالى قُلُوبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ لِهَذَا السَّبَبِ، وَبَعْدَهَا صُبَّتْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ، وَإِنَّا نَخْشَى أَنْ نَصِلَ إلى مَا وَصَلَ إِلَيْهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ، لِأَنَّنَا نَرَى اليَوْمَ القُلُوبَ مُتَضَارِبَةً بَيْنَ بَعْضِهَا، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

«وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعَاً»:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: هَذَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُعْطِينَا مَثَلَاً رَائِعَاً لِوُجُوبِ الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ حَتَّى لَا نَهْلِكَ مَعَ الهَالِكِينَ.

أَخْرَجَ الإمام البخاري عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقَاً وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعَاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعَاً».

مِنْ خِلَالِ هَذَا الحَدِيثِ الشَّرِيفِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْلَمَ بِأَنَّهُ مِنَ الوَاجِبِ عَلَيْنَا الأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ، وَإِلَّا لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى سَنَهْلِكُ كَمَا يَهْلِكُ العَاصِي، وَلِهَذَا أَوْجَبَ عَلَيْنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ، بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرَاً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

لَا تُصَدِّقُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ هَؤُلَاءِ العُصَاةَ عِنْدَمَا يَقُولُونَ: نَحْنُ أَحْرَارٌ، وَلَنْ تُسْأَلُونَ عَنَّا يَوْمَ القِيَامَةِ، صَحِيحٌ لَنْ نُسْأَلَ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَهُمْ لَيْسُوا بِأَحْرَارٍ مَا دُمْنَا نَعِيشُ سَوِيَّاً، لِأَنَّ مَعَاصِيَهُمْ جِهَارَاً نَهَارَاً تَجُرُّ البَلَاءَ وَالوَبَاءَ عَلَى الأُمَّةِ كُلِّهَا، وَمَا حَالُ هَؤُلَاءِ إِلَّا كَحَالِ أَصْحَابِ السَّفِينَةِ الذي أَصَابُوا أَسْفَلَهَا، فَلَوْ تَرَكَهُمُ الذينَ هُمْ في أَعْلَاهَا لَهَلَكُوا جَمِيعَاً، وَكَذَلِكَ لَو تَرَكْنَا أَصْحَابَ المُنْكَرَاتِ دُونَ الأَخْذِ عَلَى أَيْدِيهِمْ لَهَلَكْنَا جَمِيعَاً.

مُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ بِالمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ المُنْكَرِ، وَأَقَلُّ مَا يُمْكِنُ أَنْ لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ المُنْكَرَاتِ وَالفِسْقِ وَالفُجُورِ، وَتَبَرَّؤُوا إلى اللهِ تعالى مِنْ هَذِهِ المُنْكَرَاتِ، وَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ مُنْكَرَاتٍ لَا نَرْضَى بِهَا وَلَا نَقْدِرُ عَلَى رَدِّهَا.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَا يَجُوزُ للأُمَّةِ المَتْبُوعَةِ المَرْحُومَةِ أَنْ تَتَّبِعَ أُمَّةً ضَالَّةً وَمُضِلَّةً، فَلَا تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ، وَلَا تُقَلِّدُوهُمْ، وَخَاصَّةً بِهَذِهِ المُنْكَرَاتِ، لِأَنَّهُ وَبِكُلِّ أَسَفٍ تَرَى بَعْضَ بُيُوتِ المُسْلِمِينَ وَمَحَلَاتِهِمْ قَدْ زَيَّنُوهَا بِالرُّسُومِ التي تَرْمُزُ إلى مِيلَادِ المَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَبِالصُّوَرِ وَلِبَاسِ بَابَاهُمْ نُوَيلِ، وَبِالزُّهُورِ وَالوُرُودِ.

لَا يَجُوزُ للأُمَّةِ المَتْبُوعَةِ المَرْحُومَةِ أَنْ تَتَّبِعَ أُمَّةً أَثْبَتَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا كَذِبَهَا في القُرْآنِ بِقَوْلِهِ: ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبَاً﴾. في إِحْيَاءِ اللَّيْلَةِ بِالمَعَاصِي وَالمُنْكَرَاتِ وَالغِنَاءِ وَالفِسْقِ وَالفُجُورِ وَشُرْبِ الخُمُورِ وَاللَّعِبِ بِالمَيْسِرِ، وَشَتَّى المُنْكَرَاتِ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ هَذِهِ المُنْكَرَاتِ، وَنَسْأَلُكَ الاسْتِقَامَةِ عَلَى دِينِكَ حَتَّى نَلْقَاكَ. آمين.

**      **    **

الخميس: 19/ ربيع الثاني /1440 هـ، الموافق: 27/ كانون الأول / 2018م

الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  كلمات في مناسبات

28-09-2023 634 مشاهدة
141ـ كلمات في مناسبات: عذرًا يا سيدي يا رسول الله

لقد كُنتَ حَرِيصَاً عَلَينَا أَشَدَّ الحِرْصِ، بِشَهَادَةِ مَولانَا عزَّ وجلَّ القَائِلِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. وبِشَهَادَتِكُم عِندَمَا ... المزيد

 28-09-2023
 
 634
07-03-2023 654 مشاهدة
140ـ كلمات في مناسبات: إجابة الدعاء معلقة بالاستجابة لله تعالى

عِنْدَمَا تَنْزِلُ المِحَنُ، وَتَشْتَدُّ الخُطُوبُ، وَتَتَوَالَى الكُرُوبُ، وَتَعْظُمُ الرَّزَايَا، وَتَتَابَعُ الشَّدَائِدُ، لَنْ يَكُونَ أَمَامَ المُسْلِمِ إِلَّا أَنْ يَلْجَأَ إلى اللهِ تعالى وَيَلُوذَ بِجَانِبِهِ، وَيَضْرَعَ إِلَيْهِ ... المزيد

 07-03-2023
 
 654
28-09-2022 627 مشاهدة
1- المحبة محبتان

مَعَ بِدَايَةِ شَهْر رَبِيعٍ الأَوَّلِ، أُهَنِّئُ نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَنْ جَعَلَنَا اللهُ تعالى حَظَّهُ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، ... المزيد

 28-09-2022
 
 627
09-07-2022 523 مشاهدة
138ـ كلمات في مناسبات: درس فجر عيد الأضحى المبارك 1443 هـ شعيرة الأضحية

هَذَا اليَوْمُ هُوَ خِتَامُ الأَيَّامِ العَشْرِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ... المزيد

 09-07-2022
 
 523
08-07-2022 455 مشاهدة
137ـ كلمات في مناسبات: يوم عرفة يوم الغفران

يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ أَكْمَلَ اللهُ تعالى فِيهِ الدِّينَ، قَالَ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾. يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ الغُفْرَانِ، وَالعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ، ... المزيد

 08-07-2022
 
 455
02-05-2022 541 مشاهدة
136ـ كلمات في مناسبات: درس فجر يوم عيد الفطر 1443هـ

اليَوْمَ هُوَ يَوْمُ الجَائِزَةِ، سَبَقَ فِيهِ أَقْوَامٌ فَفَازُوا، وَتَخَلَّفَ آخَرُونَ فَخَابُوا، اليَوْمَ فَازَ المُحْسِنُونَ، وَخَسِرَ المُسِيئُونَ، وَغَدًا تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ، وَيَحْصُدُ الزَّارِعُونَ مَا زَرَعُوا، إِنْ ... المزيد

 02-05-2022
 
 541

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3153
المكتبة الصوتية 4762
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 411942415
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :