110- نحوأسرة مسلمة: الزنا وعقوبته وآثاره

110- نحوأسرة مسلمة: الزنا وعقوبته وآثاره

 

 نحو أسرة مسلمة

110ـ الزنا وعقوبته وآثاره

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد حَرَّضَ الإِسْلامُ على الزَّوَاجِ، لِأَنَّهُ حِصْنٌ من الوُقُوعِ في مَعْصِيَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، لِذَا حَثَّ عَلَيْهِ رَبُّنَا بِنَصِّ القُرْآنِ العَظِيمِ، وَجَعَلَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من سُنَّتِهِ، وَنَهَى عَن التَّبَتُّلِ والانْقِطَاعِ.

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: الزَّوَاجُ يُحَقِّقُ رَغْبَةَ الفِطْرَةِ، وَيُشْبِعُ المَيْلَ البَشَرِيَّ، مَعَ الحِفَاظِ على العَفَافِ والطُّهْرِ.

أيُّها الإخوة الكرام: من هذا المُنْطَلَقِ عَاقَبَ الإِسْلامُ مَن سَلَكَ طَرِيقَاً غَيْرَ الزَّوَاجِ الشَّرْعِيِّ في إِرْوَاءِ الدَّافِعِ الجِنْسِيِّ، وَذَلِكَ بِإِقَامَةِ الحَدِّ عَلَيْهِ، وَجَعَلَهُ من المُتَعَدِّينَ لِحُدُودِ اللهِ تعالى، قَالَ تعالى في وَصْفِ عِبَادِهِ المُفْلِحِينَ: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾.

عُقُوبَةُ الزِّنَا في الآخِرَةِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد حَثَّ الإِسْلامُ على التَّمَسُّكِ بالأَخْلاقِ الفَاضِلَةِ، والآدَابِ العَالِيَةِ، والزَّجْرِ عَمَّا يُخِلُّ بالشَّرَفِ والعَفَافِ؛ من أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الزِّنَا، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ فَاحِشَةٌ يَسْتَفْحِشُهُ كُلُّ ذِي فِطْرَةٍ قَوِيمَةٍ، وَعَقْلٍ سَلِيمٍ.

لَقَد حَذَّرَ الإِسْلامُ مِنْهُ بِعُقُوبَةِ الآخِرَةِ، بَعْدَ عُقُوبَةِ الدُّنْيَا، فَقَالَ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهَاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامَاً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانَاً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلَاً صَالِحَاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَحِيمَاً﴾.

وروى الإمام البخاري عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ.

وَفِيهِ قَالَا: انْطَلِقْ؛ فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ، أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ، وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ، يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارَاً، فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا، حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا، وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ.

فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟

قَالَا: انْطَلِقْ؛ ثمَّ أَخْبَرَاهُ: وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّنَاةُ».

وروى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ: «تَقْوَى اللهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ».

وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ، فَقَالَ: «الْفَمُ وَالْفَرْجُ».

عُقُوبَةُ الزِّنَا في الدُّنْيَا:

أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد شَرَعَ المَوْلَى عزَّ وجلَّ عُقُوبَةً رَادِعَةً لِمَن ارَتَكَبَ هذهِ الكَبِيرَةَ، فَجَعَلَ عُقُوبَةَ الزَّانِي المُحْصَنِ (المُتَزَوِّجِ) الرَّجْمَ بالحِجَارَةِ حَتَّى المَوْتِ، وَعُقُوبَةَ الزَّانِي غَيْرِ المُحْصَنِ مِائَةَ جَلْدَةٍ، وَتَغْرِيبَ عَامٍ، قَالَ تعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ باللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

وروى الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ، النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالْمَارِقُ مِن الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ». وهذهِ العُقُوبَةُ الصَّارِمَةُ في حَقِّ الزَّانِي، لِأَنَّهُ جُرْثُومَةٌ فَتَّاكَةٌ في المُجْتَمَعِ، يُهَدِّدُ المُجْتَمَعَ بالانْحِلالِ الخُلُقِيِّ، وَبِضَيَاعِ الأَنْسَابِ، والعِيَاذُ باللهِ تعالى.

الزِّنَا سَبَبُهُ ضَعْفُ الإِيمَانِ:

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: الزِّنَا لا يَنْبُتُ إلا في نُفُوسٍ عَلِيلَةٍ، وفي قُلُوبٍ مَرِيضَةٍ، يُسَيْطِرُ عَلَيْهَا حُبُّ الشَّهَوَاتِ، وَقِلَّةُ النَّظَرِ في العَوَاقِبِ والمَآلاتِ، وَسَبَبُ الزِّنَا ـ والعِيَاذُ باللهِ تعالى ـ هُوَ ضَعْفُ الإِيمَانِ، فَإِنَّ النُّفُوسَ إِذَا فُرِّغَتْ من الوَازِعِ الإِيمَانِيِّ، وَخَلَتِ القُلُوبُ من خَوْفِ رَبِّنَا ذِي العِزَّةِ والجَبَرُوتِ، وَانْسَاقَتْ وَرَاءَ الشَّهَوَاتِ، وَانْقَادَتْ لِلَّذَائِذِ والنَّزَوَاتِ، فَإِنَّهَا تَقَعُ في هذهِ الجَرِيمَةِ بِدُونِ مُبَالاةٍ ـ والعِيَاذُ باللهِ تعالى ـ.

روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ».

وروى الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَن زَنَى وَشَرِبَ الخَمْرَ نَزَعَ اللهُ مِنْهُ الإِيمَانَ كَمَا يَخْلَعُ الإِنْسَانُ القَمِيصَ من رَأْسِهِ».

وَيَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما: مَا من عَبْدٍ يَزْنِي إلا نَزَعَ اللهُ تعالى نُورَ الإِيمَانِ من قَلْبِهِ.

الزِّنَا سَبَبٌ لِهَلاكِ الأُمَمِ:

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: الزِّنَا ـ والعِيَاذُ باللهِ تعالى ـ سَبَبٌ من أَسْبَابِ هَلاكِ الأُمَمِ، وَنَذِيرُ خَطَرٍ لِحُلُولِ سَخَطِ اللهِ تعالى وَعِقَابِهِ على عِبَادِهِ، روى الإمام أحمد عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا إِلَّا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ».

وَهُوَ سَبَبٌ من أَسْبَابِ ظُهُورِ الأَوْجَاعِ والأَمْرَاضِ التي لَمْ تَظْهَرْ في أَقْوَامٍ سَابِقِينَ، روى الحاكم وابن ماجه ـ واللَّفْظُ لَهُ ـ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ باللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَؤُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِن السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ، إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ». وَمَا مَرَضُ نَقْصِ المَنَاعَةِ المُكْتَسَبَةِ (الإيدز) عَن عِلْمِنَا وَأَسْمَاعِنَا بِبَعِيدٍ.

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: شَأْنُ العُقَلاءِ إِذَا رَأَوْا أَسْبَابَ الهَلاكِ تَجَنَّبُوهَا، وَإِذَا دَعَتْهُم أَنْفُسُهُم إلى الشَّهَوَاتِ لَجَمُوهَا، لِأَنَّ اللَّبِيبَ يُفَكِّرُ في المَآلِ والثَّمَرَةِ.

خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: قُولُوا لِمَن ابْتُلِيَ بهذهِ الفَاحِشَةِ المُنْكَرَةِ، وَأَرَادَ الخَلاصَ مِنْهَا: اِعْمَلْ على تَقْوِيَةِ إِيمَانِكَ، وَزِدِ الصِّلَةِ مَعَ رَبِّكَ جَلَّ وَعَلا، وَحَافِظْ على طَاعَاتِكَ وَقُرُبَاتِكَ، وَابْتَعِدْ عَن كُلِّ المُثِيرَاتِ للغَرِيزَةِ، وَتَذَكَّرْ بِأَنَّ الجَزَاءَ من جِنْسِ العَمَلِ، وَكَمَا تَدِينُ تُدَانُ، ورَحِمَ اللهُ تعالى الإِمَامَ الشَّافِعِيَّ الذي قَالَ:

عِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُم في المَحْرَمِ    ***   وَتَجَنَّبُـوا مَـا لا يَـلِـيـقُ بِـمُسْلِمِ

إِنَّ الـزِّنَا دَيْـنٌ فَـإِنْ أَقْـرَضْـتَهُ   ***   كَانَ الوَفَا من أَهْلِ بَـيْتِكَ فَاعْلَمِ

يَا هَاتِكَاً حُرَمَ الرِّجَالِ وَقَاطِعَاً   ***   سُبُلَ المَـوَدَّةِ عِـشْـتَ غَيْرَ مُكَرَّمِ

لَوْ كُنْتَ حُرَّاً من سُلَالَةِ مَاجِدٍ   ***   مَا كُنْـتَ هَـتَّـاكَاً لِحُرْمَةِ مُـسْـلِمِ

مَنْ يَـزْنِ يُـزْنَ بِهِ وَلَوْ بِجِدَارِهِ   ***   إِنْ كُـنْـتَ يَـا هَـذَا لَـبِـيبَاً فَافْهَمِ

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: اِسْمَعُوا هذا الحَدِيثَ الشَّرِيفَ، وَأَسْمِعُوهُ للغَيْرِ، وَخَاصَّةً في هذهِ الآوِنَةِ التي عَزَفَ فِيهَا الكَثِيرُ من الشَّبَابِ والشَّابَّاتِ عَن الزَّوَاجِ، وَسَلَكُوا طَرِيقَ الحَرَامِ ـ والعِيَاذُ باللهِ تعالى ـ روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: إِنَّ فَتَىً شَابَّاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا.

فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ؛ قَالُوا: مَهْ مَهْ.

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ادْنُهْ».

فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبَاً؛ قَالَ: فَجَلَسَ، قَالَ: «أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟».

قَالَ: لَا واللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ.

قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ».

قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟».

قَالَ: لَا واللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ.

قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ».

قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟».

قَالَ: لَا واللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ.

قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ».

قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟».

قَالَ: لَا واللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ.

قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ».

قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟».

قَالَ: لَا واللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ.

قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ».

قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ». فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذُنُوبَنَا، وَطَهِّرْ قُلُوبَنَا، وَحَصِّنْ فُرُوجَنَا. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**      **      **

تاريخ الكلمة:

الأحد: 16/ ربيع الأول /1437هـ، الموافق: 27/ كانون الأول / 2015م

 2015-12-27
 1119
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  نحو أسرة مسلمة

28-01-2018 4059 مشاهدة
200ـ نحو أسرة مسلمة: اللَّهُمَّ فهمنيها

لِتَحْقِيقِ السَّعَادَةِ في حَيَاتِنَا الأُسَرِيَّةِ لَا بُدَّ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ تَعَامُلَاً صَحِيحَاً، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِالتِّلَاوَةِ مَعَ التَّدَبُّرِ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ... المزيد

 28-01-2018
 
 4059
21-01-2018 4888 مشاهدة
199ـ نحو أسرة مسلمة :مفتاح سعادتنا بأيدينا

كُلَّمَا تَذَكَّرْنَا يَوْمَ الحِسَابِ، يَوْمَ العَرْضِ عَلَى اللهِ تعالى، يَوْمَ نَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلَاً، وَكُلَّمَا تَذَكَّرْنَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَنَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَعَذَابَ أَهْلِ النَّارِ، ... المزيد

 21-01-2018
 
 4888
14-01-2018 3506 مشاهدة
198ـنحو أسرة مسلمة : بعد كل امتحان ستعلن النتائج

صَلَاحُ أُسَرِنَا لَا يَكُونُ إِلَّا إِذَا عَرَفَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ الكَثِيرُ مِنَ الأَزْوَاجِ مِمَّنْ دَخَلَ الدُّنْيَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي وَلَا يَعْلَمُ لِمَاذَا ... المزيد

 14-01-2018
 
 3506
08-01-2018 4100 مشاهدة
197ـنحو أسرة مسلمة: وصية الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لنا

القُرْآنُ العَظِيمُ الذي أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَاصْطَفَانَا لِوِرَاثَتِهِ هُوَ مَصْدَرُ سَعَادَتِنَا في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَعَلَيْهِ ... المزيد

 08-01-2018
 
 4100
31-12-2017 4112 مشاهدة
196ـ نحو أسرة مسلمة :دمار الأسر بسبب الفسق والفجور

إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ شَقَاءِ البُيُوتِ، وَكَثْرَةِ الخِلَافَاتِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، المَعَاصِيَ وَالمُنْكَرَاتِ، التي تُنَكِّسُ الرُّؤُوسَ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالتي تُسْلِمُ إلى مُقَاسَاةِ العَذَابِ الأَلِيمِ في الدُّنْيَا قَبْلَ ... المزيد

 31-12-2017
 
 4112
24-12-2017 3888 مشاهدة
195ـنحو أسرة مسلمة : أين بيوتنا من تلاوة القرآن؟

سِرُّ سَعَادَتِنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَحَوُّلِنَا مِنَ الشَّقَاءِ إلى السَّعَادَةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ هِدَايَتِنَا مِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَمَاسُكِ أُسَرِنَا ... المزيد

 24-12-2017
 
 3888

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3154
المكتبة الصوتية 4763
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412042721
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :