أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8300 - صيام الأيام التسعة

30-08-2017 164 مشاهدة
 السؤال :
ما هو الدليل على صيام الأيام التسعة من شهر ذي الحجة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8300
 2017-08-30

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ».

فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ».

وروى البيهقي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ وَلَا الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَذِكْرِ اللهِ، وَإِنَّ صِيَامَ يَوْمٍ مِنْهَا يَعْدِلُ بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَالْعَمَلَ فِيهِنَّ يُضَاعَفُ سَبْعمِائَةِ ضِعْفٍ». وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وَالسُّؤَالُ الذي يُوَجَّهُ للسَّائِلِ: هَلِ الصِّيَامُ مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ أَمْ لَا؟

إِذَا أَخْرَجْنَاهُ مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ جَرِيمَةً كُبْرَى، وَهَلْ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الصَّوْمُ؟

هَلْ عَدَمُ رُؤْيَةِ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا يَنْفِي الصِّيَامَ؟ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ صَائِمَاً فِي الْـعَشْرِ قَطُّ. رواه الإمام مسلم. وَلَمْ تَقُلْ: مَا صَامَ.

وَإِذَا سَأَلَ السَّائِلُ: هَلِ الصَّحَابَةُ صَامُوهَا أمْ لَا؟

الجَوَابُ: لَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَحْتَالُونَ عَلَى الالْتِزَامِ في القُرُبَاتِ، وَأَمَّا نَحْنُ اليَوْمَ الكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ يَحْتَالُونَ عَلَى التَّفَلُّتِ وَعَدَمِ الالْتِزَامِ.

وَنَحْنُ نَعْتَقِدُ أَنَّهُمُ الْتَزَمُوا العَمَلَ الصَّالِحَ في أَيَّامِ العَشْرِ، وَالتي مِنْ جُمْلَتِهَا الصِّيَامُ.

وبناء على ذلك:

فَمِنَ السُّنَّةِ صِيَامُ الأَيَّامِ التِّسْعِةِ، لِأَنَّهَا مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ المُنْدَرِجَةِ تَحْتَ قَوْلِهِ تعالى في الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَنَحْنُ سَوْفَ نُسْأَلُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَمَّا وَصَلَنَا عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ، هَلِ الْتَزَمْنَا أَمْ لَا؟

لِأَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ المُرْسَلِينَ﴾.

وَعَلَى فَرَضِ أَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَا صَامَهَا بِسَبَبِ انْشِغَالِهِ بِأُمُورٍ أَهَمَّ، هَلْ هَذَا يَعْنِي أَنَّ صِيَامَهَا بِدْعَةٌ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
164 مشاهدة