أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1219 - ما هي حقوق الزوجين؟

06-07-2008 13002 مشاهدة
 السؤال :
ما هي حقوق الزوج على زوجته؟ وحقوق الزوجة على زوجها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1219
 2008-07-06

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن عقد النكاح إن كان صحيحاً فإنه تترتب عليه آثار مشتركة بين الزوجين، أو خاصة بكلٍّ منهما.

أولاً: الحقوق المشتركة بين الزوجين:

1ـ المعاشرة بالمعروف، فيلزم كل من الزوجين معاشرة الآخر بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى، وأن لا يماطل بواجبه مع قدرته، ولا يظهر الكراهة لبذله، ولا يتبعه مِنَّةً ولا أذى، وذلك لقول الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19]. ولقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} [النساء: 36]. قيل: الصاحب بالجنب هو كل واحد من الزوجين.

2ـ استمتاع كلٍّ من الزوجين بالآخر، وذلك لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *  إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 5 ـ 6]. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فُرُوجهن بكلمة الله» رواه أبو داود.

وحِلُّ الاستمتاع مشترك بين الزوجين، قال تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187].

3ـ حق التوارث، فيرث الزوج زوجته، وترث الزوجة زوجها متى توفرت الشروط.

ثانياً: حقوق الزوج:

حقوق الزوج على زوجته كثيرة منها:

1ـ طاعته في غير معصية لله عز وجل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل» رواه الترمذي.

2ـ تسليم الزوجة نفسها إلى الزوج، وتمكينه من الاستمتاع بها في الحدود المشروعة.

3ـ عدم إذن الزوجة في دخول بيت الزوج لمن يكره دخوله، لقوله صلى الله عليه وسلم: «فأما حقكم على نسائكم فلا يُوطِئن فُرُشَكُمْ من تكرهون، ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون» رواه الترمذي.

4ـ عدم خروج الزوجة من البيت إلا بإذنه، إلا لحاجة ماسَّة أو ضرورة، لما أخرجه البزار أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله ما حقُّ الزوج على زوجته؟ قال: «حقُّه عليها ألا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن فعلت لعنها الله وملائكة الرحمة وملائكة الغضب حتى ترجع».

ثالثاً: حقوق الزوجة:

1ـ المهر، وذلك لقوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئاً} [النساء: 4].

2ـ النفقة، وذلك لقوله تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 233]. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فُرُوجهن بكلمة الله، وإنَّ لكم عليهنَّ أن لا يُوطِئن فُرُشَكُم أحدًا تكرهونه، فإن فَعَلْنَ فاضربوهن ضربًا غير مُبرِّح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف» رواه أبو داود.

3ـ القسم بين الزوجات بالعدل إن كان عنده أكثر من زوجة، وأن يسوِّي بينهن في كلِّ ما يستطيع التسوية فيه، لأن ذلك من المعاشرة بالمعروف. لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشِقُّهُ ساقطٌ» رواه الترمذي.

4ـ إعفاف الزوجة، وذلك بوطئها على قدر طاقته حتى تعفَّ بالوطء الحلال عن الحرام.

وأجمع كلمة لحقوق الزوجين هي قوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228]. فكلُّ ما كان حقاً للزوج كان واجباً عليه، وقدَّم الله حقَّ المرأة على حقِّ الرجل لضعفها ولقوة الرجل، ولكونه له عليها درجة، فيجب على الزوج أن يقوم بالواجب الذي عليه أولاً وبدون مِنَّةٍ ولا أذية وبكامل اللطف، وبعد ذلك يطلب الحق الذي له بكامل الأخلاق السامية، لأنه ما زُوِّج إلا على دينه وخلقه، ولتكن أسوته بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم وفِّقنا لذلك يا أرحم الراحمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
13002 مشاهدة