أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6271 - صلاة وصيام المتبرجة

27-04-2014 16093 مشاهدة
 السؤال :
أنا امرأة مسلمة ملتزمة محافظة على صلاتي وصيامي، إلا أني متبرجة، فهل صلاتي وصيامي غير مقبولين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6271
 2014-04-27

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن فَضْلِ الله عزَّ وجلَّ عَلَينا أنَّهُ قالَ في كِتابِهِ العَظيمِ: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّاً يَرَهُ﴾. ومن تَمامِ فَضْلِهِ تعالى بأنَّ الحَسَناتِ يُذهِبْنَ السَّيِّئاتِ، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين﴾.

فمن أتى بالحَسَنَةِ جَزَاهُ اللهُ تعالى عَلَيها خَيراً، ومن جاءَ بالسَّيِّئَةِ فأمْرُهُ إلى الله تعالى، إنْ شاءَ عَذَّبَهُ، وإنْ شاءَ عَفَا عَنهُ.

وبناء على ذلك:

فَصَلاتُكِ صَحِيحَةٌ إن شاءَ اللهُ تعالى، وتَسقُطُ الفَريضَةُ عَنكِ، وأرجو اللهَ تعالى أن يُثَبِّتَكِ عَلَيها، وخاصَّةً إذا صَلَّيتِ صَلاةَ الخَاشِعينَ، التي قالَ فيها مَولانا عزَّ وجلَّ: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ واللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون﴾.

وأمَّا مَسألَةُ التَّبَرُّجِ، فقد حَذَّرَ اللهُ تعالى نِساءَ المُسلِمينَ من ذلكَ بِقَولِهِ تعالى: ﴿وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾. وأمَرَ النِّساءَ بِقَولِهِ تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾.

وإنِّي أسألُ اللهَ تعالى لنا ولَكِ ولِجَميعِ نِساءِ المُسلِمينَ أن تُعطِيَنا صَلاتُنا نَتَائِجَها من تَرْكِ الفَحشاءِ والمُنكَرِ.

وأنا أُذَكِّرُكِ يا أُختاهُ بِحَديثِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا».

فَكُونِي على حَذَرٍ من هذا الوَعيدِ الشَّدِيدِ، وَحَافِظِي على صَلاتِكِ، وأسألُ اللهَ تعالى لنا ولَكِ الثَّبَاتَ، وجَاهِدِي نَفسَكِ على الحِجَابِ الشَّرعِيِّ، لأنَّهُ هوَ لِباسُ التَّقوَى لَكِ إن شاءَ اللهُ تعالى، قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ الله لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
16093 مشاهدة