أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8947 - أيُّ العشر أفضل؟

13-06-2018 202 مشاهدة
 السؤال :
أيهما أفضل، عشر ذي الحجة، أم العشر الأخير من رمضان؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8947
 2018-06-13

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟».

قَالُوا: وَلَا الجِهَادُ؟

قَالَ: «وَلَا الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ».

وفي رِوَايَةِ أَبِي داود قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ.

فَفِي هَذِهِ الأَيَّامِ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، وَيَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ.

وروى ابن حِبَّانَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، وَيَوْمُ الْقَرِّ». وَيَوْمُ القَرِّ هُوَ اليّوْمُ الَّذي يَلِي يَوْمَ النَّحْرِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ يَوْمَ القَرِّ لِأَنَّ النَّاسَ مُسْتَقِرُّونَ فِيهِ بِمِنَىً.

وروى الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ (أَيْ: اعْتَزَلَ النِّسَاءَ) وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ.

وفي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ في الأَوْسَطِ عَنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ، طُوَى فِرَاشَهُ، وَاعْتَزَلَ النِّسَاءَ، وَجَعَلَ عَشَاءَهُ سُحُورَاً.

فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُحْيِي هَذِهِ اللَّيَالِيَ العَشْرَ، وَفِيهَا لَيْلَةٌ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.

وبناء على ذلك:

فَلَيْسَ هُنَاكَ أَيَّامٌ يُحِبُّ اللهُ تعالى فِيهَا العَمَلَ الصَّالِحَ مِثْلَ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ.

وَأَمَّا لَيَالِي عَشْرِ رَمَضَانَ فَهِيَ لَيَالِي الإِحْيَاءِ التي وَاظَبَ عَلَيْهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَيَكْفِيهَا شَرَفَاً أَنَّ فِيهَا لَيْلَةً هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.

وَالمُوَفَّقُ مَنِ اغْتَنَمَ العَشْرَيَيْنِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
202 مشاهدة