أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1577 - ذكر الله بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس

01-12-2008 12359 مشاهدة
 السؤال :
السلام عليكم. يا سيدي أنا أعرف أنه من السنة أن يجلس الإنسان بعد صلاة الفجر جماعة في مصلاه حتى تطلع الشمس، ويصلي ركعتين، ولي في هذا الموضوع أسئلة متعددة: 1ـ هل إذا صليت الفجر جماعة وذهبت مباشرة إلى البيت لأذكر الله في البيت حتى طلوع الشمس وأصلي الركعتين، هل يحصل لي ثواب ما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم؟ 2ـ هل التكلم مع المصلين بكلام يسير بعد الصلاة يفسد ما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم، مثل أن أقول للمصلي: (تقبل الله) أو (السلام عليكم) و(كيف الحال)؟ 3ـ هل إذا قمت من مجلسي الذي صليت به بعد الصلاة لأجلب مصحفاً أو أقوم لأطفئ أنوار المسجد هل ينقص من الأجر الذي وعد به النبي صلى الله عليه وسلم؟ 4ـ هل يلزمني هذا الحديث الشريف أن التزم بمكاني الذي صليت به أم يجوز لي أن أنتقل إلى مكان آخر في المسجد؟ 5ـ نيتي في الركعتين بعد طلوع الشمس هل هي سنة الشروق أم سنة الضحى؟ وهل هناك ركعتان تسميان سنة الشروق؟ 6ـ ما هو الذكر المعني بالحديث؟ 7ـ إذا صليت في البيت مع زوجتي جماعة قبل طلوع الشمس بنصف ساعة وبقيت أذكر الله حتى الوقت المطلوب، هل في هذا العمل أصبت السنة (يعني صليت الفجر متأخراً وليس في أول وقتها)؟ 8ـ عندنا بين الأذان والإقامة 20 دقيقة، فهل يوجب علي الحديث شيئاً خلال هذه ال 20 دقيقة أم أن هذه الفترة خارج موضوع الحديث؟ وكلي أمل في إجابتي عن هذه الأسئلة يا سيدي، لأني إن شاء الله سأحيي هذه السنة وإن شاء الله يكون لك الأجر من الجواد الكريم على إرشادي وتعليمك إياي بكيفية إحياء هذه السنة على أكمل وجه.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1577
 2008-12-01

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: المقصود من قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ) رواه الترمذي، هو إحياء هذا الوقت في طاعة لله عز وجل، سواء أكانت هذه الطاعة في المسجد أو في البيت، ولا حرج من الكلام في هذا الوقت، مع المصلين أو غيرهم ما لم يكن إثماً.

فمن أحيا هذا الوقت في طاعة لله عز وجل، من ذكر لله تعالى، أو من صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أو من تلاوة للقرآن العظيم، أو من حضور مجلس علم، أو تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير، وكل هذا من ذكر الله، فقد حصَّل الأجر الموعود به إن شاء الله تعالى.

ثانياً: صلاة الإشراق أو الشروق المقصود منها عند جمهور الفقهاء هي صلاة الضحى.

ولكن بعض فقهاء الشافعية قالوا: صلاة الإشراق هي صلاة ركعتين بعد طلوع الشمس عند زوال وقت الكراهة، وهي غير صلاة الضحى.

ثالثاً: يستحب ملء الفراغ بين الأذان والإقامة بالدعاء أو بتلاوة القرآن العظيم، أو بذكر الله تعالى، يقول صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: (من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين) رواه البيهقي وأبو نعيم. ويقول صلى الله عليه وسلم: (الدُّعَاءُ لا يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ) رواه الترمذي وأحمد. ويقول صلى الله عليه وسلم: (ثِنْتَانِ لاَ تُرَدَّانِ، أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَعِنْدَ البَأسِ حِيْنَ يُلْحِمُ بَعْضُهُم بَعضَاً) رواه أبو داود بإسناد صحيح، فاملأ هذا الوقت بالدعاء أو الذكر وتلاوة القرآن...

وإذا صليت في بيتك مع زوجتك كتب لك هذا الأجر إن شاء الله تعالى، ولكن الأولى أن تصليها في جماعة في المسجد، لأنها أعظم في الأجر عند الله. والمرأة ما كُلِّفَت بصلاة الجماعة. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
12359 مشاهدة