أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7785 - الخروج من الصلاة من غير تسليم

04-01-2017 5339 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم صلاة الإنسان إذا خرج من الصلاة بدون تسليم، بعد أن قعد وقرأ التشهد والصلوات الإبراهيمية؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7785
 2017-01-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ مِنَ المَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ إلى أَنَّ التَّسْلِيمَةَ الأُولَى للخُرُوجِ مِنَ الصَّلَاةِ فَرْضٌ، وَلَا بُدَّ مِنَ نُطْقِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الْوُضُوءُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ» رواه الحاكم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

فَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ» يَعْنِي: لَا يَخْرُجُ المُصَلِّي مِنَ الصَّلَاةِ إِلَّا بِهِ.

وَلِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ» رواه أبو داود عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَقَالَ فُقَهَاءٌ الحَنَفِيَّةِ: الخُرُوجُ مِنَ الصَّلَاةِ بِلَفْظِ السَّلَامِ لَيْسَ فَرْضَاً، بَلْ هُوَ وَاجِبٌ، لِأَنَّ الفَرْضَ عِنْدَهُمْ هُوَ القُعُودُ الأَخِيرُ بِمِقْدَارِ التَّشَهُّدِ، لِمَا رواه الترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحْدَثَ ـ يَعْنِي الرَّجُلَ ـ وَقَدْ جَلَسَ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ فَقَدْ جَازَتْ صَلَاتُهُ».

وَالوَاجِبُ عِنْدَهُمْ تَسلِيمَتَانِ، الأُولَى عَنْ يَمِينِهِ، فَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ؛ وَيُسَلِّمُ عَنْ يَسَارِهِ كَذَلِكَ، وَأَقَلُّ مَا يُجْزِئُ في لَفْظِ السَّلَامِ: السَّلَامُ؛ دُونَ قَوْلِهِ: عَلَيْكُمْ؛ وَأَكْمَلُهُ وَهُوَ السُّنَّةُ، أَنْ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ ـ مَرَّتَيْنِ ـ.

وَتَنْقَضِي عِنْدَهُمُ الصَّلَاةُ بِالسَّلَامِ الأَوَّلِ.

وبناء على ذلك:

فَإِذَا خَرَجَ الإِنْسَانُ مِنْ صَلَاتِهِ بَعْدَ قُعُودِهِ الأَخِيرِ بِمِقْدَارِ التَّشَهُّدِ بِدُونِ كَلِمَةِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَصَلَاتُهُ بَاطِلَةٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ مِنَ المَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ، وَعَلَيْهِ إِعَادَتُهَا، وَإِذَا خَرَجَ الوَقْتُ بِدُونِ إِعَادَةٍ فَعَلَيْهِ قَضَاؤُهَا.

وَأَمَّا عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ فَصَلَاتُهُ صَحِيحَةٌ مَعَ الكَرَاهَةِ التَّحْرِيمِيَّةِ، وَعَلَيْهِ إِعَادَتُهَا مَا دَامَ الوَقْتُ بَاقِيَاً، فَإِذَا خَرَجَ وَقْتُ الصَّلَاةِ، فَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ قَضَاؤُهَا، وَصَحَّتْ مَعَ كَرَاهَةِ التَّحْرِيمِ.

وَالأَوْلَى إِعَادَتُهَا خُرُوجَاً مِنَ الخِلَافِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
5339 مشاهدة