أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1636 - يقود بشكل نظامي وصدم رجلاً مخالفاً لقوانين السير

24-12-2008 19449 مشاهدة
 السؤال :
رجل يقود سيارته على طريق عام بشكل نظامي موافق لقوانين السير، ففوجئ برجل يتخطّى السور الإسمنتي من وسط طريق الأوتستراد، فصدمه لأنه ما استطاع أن يوقف السيارة ولا أن يحيد عنه يمنة أو يسرة، وأدّت الصدمة إلى وفاته، فهل يعتبر السائق قاتلاً بالخطأ؟ أم الشخص المتوفى يعتبر قاتلاً لنفسه لأنه مخالف لقوانين السير؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1636
 2008-12-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن قتل الخطأ عند الفقهاء هو ما وقع دون قصد الفعل والشخص، أو دون قصد أحدهما، ويترتب على قتل الخطأ الدية والكفارة وذلك لقوله تعالى: {وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ الله وَكَانَ الله عَلِيمًا حَكِيمًا}. ومن القواعد الفقهية كما جاء في مجلة الأحكام مادة (92 – 93) (المباشر ضامن وإن لم يتعمَّد، والمتسبب لا يضمن إلا بالتعمُّد).

وبناء على ذلك:

فإن قائد السيارة قاتل خطأ، لأنه مباشر، ويترتب عليه الدية وتكون هذه الدية على عاقلته، كما يترتب عليه كفارة قتل الخطأ، وهي تحرير رقبة مؤمنة فإن لم يجد فصيام شهرين كما قال تعالى: {وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ الله وَكَانَ الله عَلِيمًا حَكِيمًا}. وإن تعذر ضبط الشهرين فإنه يصوم ستين يوماً متتابعة. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
19449 مشاهدة