أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1163 - ما رأيك بالعلماء على أبواب الأمراء والأغنياء

11-06-2008 10571 مشاهدة
 السؤال :
ما رأيك ببعض العلماء الذين يكونون على أبواب الأمراء والأغنياء؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1163
 2008-06-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن الذي قال لك بأن العلماء على أبواب الأمراء والأغنياء؟

إن كنت تقول ذلك نقلاً وسمعاً وتقول: هكذا يتحدَّث الناس، فربما أن يكون هذا بهتاناً وافتراءً فما أنت قائل لربك يوم القيامة؟ وإن كنت تقول هذا نقلاً عن رأي العين، فلماذا أنت على أبواب الأمراء والأغنياء؟ وربما كان حضورك فيه ضرر على دينك، لأنك في الغالب متأثِّر ولست مؤثِّراً، إلا إذا كنت من الصالحين المتمكِّنين، وإذا كنت كذلك فلن تتهم أحداً من المسلمين، وخاصة إذا كان من العلماء، هذا أولاً.

ثانياً: أنت مأمور بحسن الظن بالمؤمنين، لأنك إذا أخطأت بحسن الظن فهو خير لك من أن تصيب بسوء الظن، ألم يقل مولانا جل جلاله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].

لماذ لا تحسن الظن بالعلماء إذا رأيتهم على أبواب الأمراء والأغنياء وتقول: جزاهم الله خيراً حيث يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، لأنهم يطبِّقون قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من أعظم الجهاد كلمةَ عدل عند سلطان جائر» رواه الترمذي.

لماذا لا تحسن الظن بالعلماء إذا رأيتهم على أبواب الأمراء والأغنياء حيث يأمرونهم ويذكِّرونهم بما عليهم من حقوق لله عز وجل في أموالهم، ويعرِّفونهم أحكام الحلال والحرام في معاملاتهم، ويصحِّحون لهم عقودهم.

ثالثاً: إذا رأيتهم يطلبون المال من خلال التجارة والكسب المشروع ويطلبون الغنى، فاعلم أنهم ما طلبوها وما طلبوا المال إلا لمعرفتهم بمنافعه الأخروية والدنيوية، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح عن أبِي كَبْشَةَ الأنمارِيِّ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الدنيا لأربعة نفر:

عبد رزقه الله مالاً وعلماً، فهو يتقي فيه ربه، ويصلُ فيه رحمه، ويعلم للهِ فيه حقاً، فهذا بأفضل المنازل.

وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً، فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيته فأجرهما سواء.

وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علمًا، فهو يخبط في ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقاً، فهذا بأخبث المنازل.

وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علمًا فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته فوزرهما سواء» رواه الترمذي.

فهؤلاء آتاهم الله العلم وأرادوا معه المال ليتقرَّبوا به إلى الله تعالى.

رابعاً: هم ما طلبوا المال إلا لعلمهم بمنافعه الدنيوية والأخروية، وأما غيرهم ممن طلب المال والجاه ولم يقفوا على أبواب العلماء، فإنهم ما عرفوا قيمة العلم لذلك تركوه، فأين تكمن المشكلة يا أخي الكريم؟ لذلك أقول لك: إن أحسنت الظن بالخلق جميعاً لا بالعلماء فقط، فأنت إن لم تكن رابحاً فلن تكونَ خاسراً، أما إذا أسأت الظن فربما أن تكون لا قدر الله تعالى من الخاسرين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10571 مشاهدة