أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6181 - خلق الله عز وجل المعاقين

01-03-2014 15019 مشاهدة
 السؤال :
ما هي الحكمة من خلق المعاقين، وربنا عز وجل أرحم الراحمين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6181
 2014-03-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: عَقيدَةُ الإنسانِ المُؤمِنِ بأنَّهُ ما من مَخلوقٍ خَلَقَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ إلا لِحِكمَةٍ، لأنَّ رَبَّنا عزَّ وجلَّ مُنَزَّهٌ عن العَبَثِ، قال تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً﴾. كما أنَّهٌ مُنَزَّهٌ عن الظُلمِ، قال تعالى: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِّلْعَبِيد﴾.

ثانياً: يَجِبُ على العَبدِ أن لا يَقْصُرَ نَظَرَهُ على الدُّنيا فَقَط، بل لا بُدَّ من رَبْطِ الحَياةِ الدُّنيا بالآخِرَةِ، وأن يَعلَمَ بأنَّ اللهَ تعالى رَتَّبَ أجراً عَظيماً لأصحابِ الابتِلاءاتِ إذا كانوا مُؤمِنينَ مُحتَسِبينَ.

ثالثاً: جَعَلَ اللهُ تعالى العِبادَ مُتَفَاوِتينَ، اختِباراً وابتِلاءً لَهُم، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً﴾. فإذا ما رَأَيتَ مُبتَلىً فهل تَشكُرُ اللهَ تعالى على ما أولاكَ به من نِعَمٍ، وَتَرحَمُ أصحابَ الابتِلاءِ وتُعينُهُم؟ أم تَتَجَاهَلُ ذلكَ؟

وبناء على ذلك:

فاللهُ تعالى ما خَلَقَ خَلْقاً إلا لِحِكمَةٍ، عَرَفَ هذا من عَرَفَ، وجَهِلَهُ من جَهِلَهُ، فإذا ما رَأَيتَ مُعاقاً فاشكُرِ الله تعالى على نِعمَةِ العَافِيَةِ، واحذَرْ مَعصِيَةَ الله تعالى، فاللهُ تعالى قادِرٌ على أن يَسلُبَ النِّعمَةَ منكَ ـ لا قَدَّرَ اللهُ ـ ويَجعَلَكَ مِثلَهُ.

والمُعافى لا يَعلَمُ ما هوَ أجْرُ المُصابِ بِعاهَةٍ إذا كانَ مُؤمِناً مُحتَسِباً، وبِدَايَةً ونِهَايَةً: ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُون﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
15019 مشاهدة