أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1550 - ما سبب فساد الأخلاق؟

24-11-2008 163885 مشاهدة
 السؤال :
ما أسباب فساد الأخلاق وهل هنالك وسائل لتعديل السيئ منها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1550
 2008-11-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فسبب فساد الأخلاق هو الجهل بكتاب الله عز وجل والجهل بسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والغياب عن استحضار الجزاء على العمل يوم القيامة.

والله تعالى يقول: {إِنَّهُمْ كَانُوا لاَ يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا}. هذا طبعاً في حقِّ الكافرين، ولكن يجب على المسلم أن لا يتشبَّه بهم في أفعالهم، لأنَّ فعل المؤمن غير فعل الكافر.

لو نظرت إلى الكافر وأفعاله تراها فعلَ عبد لا يفكر في الآخرة على الإطلاق، ولو نظرت إلى المؤمن تراه مستحضراً الآخرة على جميع أفعاله.

فمن استحضر الآخرة عند كل عملٍ وقولٍ استقامَ حاله، ولذلك دعانا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإكثار من ذكر الموت فقال: (أكثروا ذكر هادم اللذات، فإنه لم يذكر في كثير إلا قلَّله، ولا في قليل إلا أكثره، ولا في ضيق إلا وسَّعه، ولا في سعة إلا ضيَّقها) رواه البيهقي. وفي رواية للترمذي وقال: حديث حسن صحيح: (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ يَعْنِي الْمَوْتَ).

فتعديل الأخلاق يكون بالالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وباتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة ذكر الله تعالى، وهذا لا يكون إلا لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
163885 مشاهدة