أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

929 - استشكال حول أراضي الإصلاح

12-03-2008 9473 مشاهدة
 السؤال :
بالنسبة لأراضي الاستصلاح (الأراضي المغتصبة) صحيح أنها أراض لا يجوز تملّكها، ولكن نحن أمام أمر واقع، ماذا يفعل من ورث منها شيئاً؟ ولمن يردها إذا كانت أرضاً مغصوبة؟ علماً أن أكثر الذين وُزِّعت عليهم أراضي الإصلاح لا يعرفون مالكيها الحقيقيين، ثم إن ولي الأمر هو الذي أمر.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 929
 2008-03-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالأراضي التي اغتصبت من أصحابها يجب إعادتها إليهم، وإن قضاء القاضي لا يحلُّ حراماً، ولا يحرِّم حلالاً، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: «فمن قضيت له من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار» رواه البخاري ومسلم.

هذا قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قضاء بالعدل على نحو ما سمع، فكيف ونحن نعلم بأن هذه الأراضي أخذت من أصحابها بقوة السلطان؟ ومن أعان ظالماً على ظلمه كان ظالماً.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم للآخذ الذي علم أن الأرض مغتصبة من أصحابها: «بم تستحلُّ مال أخيك؟» رواه البخاري. وفي صحيح مسلم: «بم تأخذ مال أخيك بغير حق؟».

يا أخي الكريم: ماذا سيكون جوابك لله عز وجل يوم القيامة، إذا أخذت أرضاً بغير حق، وأن تعلم بأن قضاء القاضي لا يحلُّ الحرام، ولا يحرِّم الحلال؟

لذلك وجب على من أخذ مثل هذه الأراضي أن يردَّها لأصحابها، وأن يبذل ما في وسعه إلى أن يصل إلى أصحابها، فإن عجز عن الوصول إليهم ببذل كلِّ الوسائل، وجب عليه أن يتخلص منها بصرفها إلى الفقراء. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
9473 مشاهدة