65ـ كلمة شهر رجب1433هـ: الواجب علينا في الأزمات

65ـ كلمة شهر رجب1433هـ: الواجب علينا في الأزمات

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإنَّ واقعَ الأمَّةِ مَريرٌ، وهيَ تَعيشُ في أزمةٍ قاسيةٍ، وما ذاكَ إلا لِبُعدِها عن ربِّها عزَّ وجلَّ، ولِبُعدِها عن هَديِ نَبِيِّها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ولِبُعدِها عن أوامِرِ الله تعالى، ولِجُرأتِها على معصيةِ الله عزَّ وجلَّ، ولِتَمَادِيها في الباطِلِ، ولِزُهدِها في الآخرةِ، ولاهتمامِها بِسَفَاسِفِ الأمورِ، ولِسَعيِها وراءَ لَذَّةٍ عاجلةٍ بدونِ مُراقبةٍ لله عزَّ وجلَّ، وصدق الله تعالى القائل: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}.

وما أعرضَ العبدُ عن ذِكرِ الله تعالى إلا لأنَّهُ نَسِيَ عَرْضَهُ على الله تعالى يومَ القيامةِ، قال تعالى: {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفَّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِداً * وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى المُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}. وقال تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَة * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيه * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيه * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَة * فِي جَنَّةٍ عَالِيَة * قُطُوفُهَا دَانِيَة * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَة * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيه * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيه * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيه * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيه * خُذُوهُ فَغُلُّوه * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوه * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوه}. وقال تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُون}.

ومن أعرضَ عن ذِكرِ الله تعالى بِسَبَبِ نِسيانِ عَرْضِهِ على الله تعالى فهوَ مِن أَظلَمِ المخلوقاتِ لِنفسِهِ، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً}. وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ المُجْرِمِينَ مُنتَقِمُون}. وقال تعالى: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً * مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً * يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً * يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلا عَشْراً}.

ما هو الواجبُ علينا في الأزمات؟

أيُّها الإخوة الكرام: ما هو الواجبُ علينا في الأزمات؟ وكيفَ يُخلِّصُ الإنسانُ نفسَهُ وغيرَهُ منها؟

أقولُ لِنفسي ولِكلِّ مَن يُريدُ الخروجَ من هذهِ الأزماتِ بِسلامٍ:

أولاً: تقويمُ الإنسانِ نفسَهُ:

فصلاحَ المجتمعِ يبدأُ من صلاحِ الفردِ، وإصلاحُ الفردِ لِنفسِهِ يكونُ بِلُزومِ طاعةِ الله تعالى، وطاعةِ رسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في المَنشَطِ والمَكرَهِ، في اليُسرِ والعُسرِ، في الغِنى والفقرِ، وهذا ما أكَّدَهُ ربُّنا عزَّ وجلَّ بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون}. بل أكَّدَ ربُّنا عزَّ وجلَّ هذا الأمرَ بِأن يبدأَ العبدُ بِنفسِهِ قبلَ الآخرين حتى ولو كانوا أهلَهُ وأولادَهُ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون}.

وهذا ما أكَّدَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كذلك، فقد أخرج الإمام البخاري عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي المَنْشَطِ وَالمَكْرَهِ، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُومَ أَوْ نَقُولَ بِالحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا، لا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لائِمٍ.

وفي رواية للإمام أحمد عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: (تُبَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالكَسَلِ، وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي العُسْرِ وَاليُسْرِ، وَعَلَى الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللهِ لا تَأْخُذُكُمْ فِيهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي إِذَا قَدِمْتُ يَثْرِبَ، فَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ، وَلَكُمُ الجَنَّةُ) فَقُمْنَا نُبَايِعُهُ.

فمن أرادَ صلاحَ غيرِهِ فلا بُدَّ أن يكونَ قُدوةً صالحةً لِغيرِهِ، قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُون}.

اسمع هذا يا أيُّها الأبُ يا من يريدُ صلاحَ أبنائِهِ.

اسمع هذا يا أيُّها الزَّوجُ يا من يريدُ صلاحَ زوجِهِ.

اسمع هذا يا أيُّها الحاكمُ يا من يريدُ صلاحَ محكوميهِ.

اسمع هذا يا أيُّها المصلحُ مهما كُنتَ، واعلم بِأنَّ فاقِدَ الشَّيءِ لا يُعطيهِ.

اسمع يا مُريدَ الإصلاحِ مهما كُنتَ قولَ الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُون * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُون}. وحاسب نفسَكَ قبلَ أن تُحاسِبَ غيرَكَ، وقبلَ أن يُحاسِبَكَ الله تعالى، كما قال سيِّدُنا عمرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: (حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ، وَإِنَّمَا يَخِفُّ الحِسَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا) رواه الترمذي.

ثانياً: أن تعرفَ عدُوَّكَ الحقيقيَّ الذي لم ولن ينقلبَ صديقاً لكَ ما دامت رُوحُكَ في جَسَدِكَ:

لقد عَرَّفَكَ الله تعالى على عدُوِّكَ الحقيقيِّ بقوله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوَّاً}. ويقول العلماءُ في هذهِ الآيةِ: فيها خبرٌ وأمرٌ، فأمَّا الخبرُ فقوله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ}. والخبرُ من الله تعالى لا يقبلُ النَّسخَ، وأمَّا الأمرُ فقوله تعالى: {فَاتَّخِذُوهُ عَدُوَّاً}. فَعَداوتُهُ لكَ مستمرَّةٌ لن تتوقَّف.

واعلم بأنَّه ليسَ له سلطانٌ عليكَ إلا أنَّهُ يدعوكَ لتكونَ من أصحابِ السَّعير ـ لا قدَّرَ اللهُ تعالى ـ وهذا ما بيَّنَهُ مولانا عزَّ وجلَّ في القرآنِ العظيمِ بقوله: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُـمْ عَذَابٌ أَلِيم}. وقال تعالى: {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير}.

ثالثاً: كُن آمراً بالمعروفِ وناهياً عن المنكرِ:

وظيفةُ الأنبياءِ والمرسلينَ الأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المنكرِ، وبها كانت هذهِ الأمَّةُ خيرَ الأممِ، قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ باللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُون}.

وإذا قمتَ بهذهِ المهمَّةِ يجبُ عليكَ أن تصبرَ على إيذاءِ المأمورينَ والمَنهيِّينَ، قال تعالى مُخبراً عن وصيَّةِ سيِّدِنا لقمان لولدِهِ: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور}. فكُن آمراً بالمعروفِ وناهياً عن المنكرِ في كلِّ مكانٍ، وفي سائِرِ الظُّروفِ والأحوالِ، وأنت تستحضرُ قولَ الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِين} وقولَ الله تعالى: {فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.

كُن آمراً بالمعروفِ وناهياً عن المنكرِ وليسَ عليكَ إدراكُ النَّتائِجِ، لأنَّ اللهَ تعالى الذي قال لسيِّدِنا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين}. قال له: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ}. وقال له: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}.

فَأَجرُكَ عندَ اللهِ تعالى على الأمرِ والنَّهيِ، وليسَ على النَّتائِجِ، ولا تَيْئَس إنْ لم يُصغِ إليكَ أحدٌ، وتذكَّر بأنَّ الأنبياءَ والمرسلينَ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ قاموا بالتَّبليغِ، ومنهم من لم يتبعْهُ أحدٌ، كما جاء في الحديث الذي رواه البيهقي عن الأعمشِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: (يَجيءُ النَّبيُّ يَومَ القيامَةِ، وَمَعَهُ الثَّلاثَةُ وَالأَربَعَةُ والرَّجُلانِ، حَتَّى يَجيءَ النَّبيُّ وَلَيسَ مَعَهُ أَحَدٌ).

نسألُ الله تبارك وتعالى أن يكشفَ الغُمَّةَ عن هذهِ الأمَّةِ، وأن يَجعلَنَا سَبَباً في رفعِ البلاءِ عنها، وذلك من خلالِ إصلاحِ أنفسنا بامتثالِ الأمرِ واجتنابِ النَّهيِ، ومن خلالِ الاقتداءِ بالحبيبِ الأعظمِ سيِّدِنا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وأن يُوفِّقنا لمحاربةِ شياطينِ الإنسِ والجنِّ وعدمِ الإصغاءِ لهم، ورحم الله من قال:

وَخَالِفِ النَّفسَ والشَّيطانَ وَاعصِهِما *** وَإِن هُمَا مَحَّضاكَ النُّصحَ فاتَّهِمِ

كما نسألُهُ تعالى أن يُوفِّقنا للقيامِ بواجبِ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكرِ، لأنَّهُ وَصَلَتِ الأمَّةُ إلى ما وَصَلَت إليه إلا بِسَبَبِ تَرْكِها هذهِ الفريضةَ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وآخرُ دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

أخوكم أحمد النعسان

يرجوكم دعوة صالحة

**    **     **

تاريخ المقال:

يوم الثلاثاء 1 / رجب / 1433هـ ، الموافق: 22 / أيار / 2012م

 

 2012-05-21
 102768
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  كلمة الشهر

09-04-2024 94 مشاهدة
212ـ كيف تستقبل العيد أنت؟

هَا هُوَ يَوْمُ العِيدِ قَدْ جَاءَ بَعْدَ طَاعَةٍ عَظِيمَةٍ، بَعْدَ رُكْنٍ عَظِيمٍ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ، كَيْفَ لَا يَأْتِي يَوْمُ عِيدٍ بَعْدَ انْتِهَاءِ شَهْرٍ عَظِيمٍ مُبَارَكٍ أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ، الذي هُوَ سِرُّ سَعَادَتِنَا؟ ... المزيد

 09-04-2024
 
 94
13-03-2024 258 مشاهدة
211ـ القرآن أنيسنا

شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ شَهْرُ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الـشَّرِيفِ الذي رَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ... المزيد

 13-03-2024
 
 258
09-02-2024 503 مشاهدة
210ـ انظر عملك في شهر شعبان

أَخْرَجَ الإِمَامُ النَّسَائِيُّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبَ ... المزيد

 09-02-2024
 
 503
13-01-2024 307 مشاهدة
209ـ اغتنام ليل الشتاء

الدُّنْيَا دَارُ عَمَلٍ، وَفُرْصَةُ تَزَوُّدٍ لِيَوْمِ الرَّحِيلِ، قَالَ تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾.  الأَيَّامُ تَتَعَاقَبُ وَتَتَوَالَى، وَهَا نَحْنُ في الشِّتَاءِ، فَلْنَسْمَعْ وَصِيَّةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ ... المزيد

 13-01-2024
 
 307
14-12-2023 444 مشاهدة
208ـ ماذا جرى لهذه الأمة؟

مَاذَا جَرَى لِهَذِهِ الأُمَّةِ؟ هَلْ تَفْقِدُ ذَاكِرَتَهَا وَتَجْلِسُ مَعَ عَدُوِّهَا تَبْحَثُ عَنْ سَلَامٍ وَعُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ؟ يَذْبَحُهَا عَدُوُّهَا بِالأَمْسِ، فَتَمُدُّ لَهُ ذِرَاعَ المُصَافَحَةِ اليَوْمَ. يَصْفَعُهَا بِالأَمْسِ، ... المزيد

 14-12-2023
 
 444
16-11-2023 545 مشاهدة
207ـ لا تزال الأمة تبتلى

مَاذَا يَقُولُ الإِنْسَانُ المُسْلِمُ، وَمَاذَا يَفْعَلُ وَالمَجَازِرُ الدَّمَوِيَّةُ تُرْتَكَبُ عَلَى أَرْضِ فِلَسْطِينَ وَفي غَزَّةَ خَاصَّةً شَمَلَتِ الشُّيُوخَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ الضُّعَفَاءَ وَالآمِنِينَ، وَالعَالَمُ كُلُّهُ ... المزيد

 16-11-2023
 
 545

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413268770
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :