615ـ خطبة الجمعة: خلق الرحمة

615ـ خطبة الجمعة: خلق الرحمة

 

615ـ خطبة الجمعة: خلق الرحمة

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا عِبَادَ اللهِ: مِنَ الفَضَائِلِ التي تَحَلَّى بِهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَدَعَا إِلَيْهَا الإِسْلَامُ فَضِيلَةُ الرَّحْمَةِ، وَالرَّحْمَةُ هِيَ رِقَّةٌ في الطَّبْعِ تُثْمِرُ الرِّفْقَ وَالرَّأْفَةَ وَلِينَ الجَانِبِ، وَهِيَ خُلُقٌ رَفِيعٌ؛ بِهَذِهِ الفَضِيلَةِ مَدَحَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المَبْعُوثَ بِمَكَارِمِ الأَخْلَاقِ، فَقَالَ تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظَّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾.

وَمِنْ رَحمَتِهِ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَعُزُّ عَلَيْهِ أَنْ يَرَى إِنْسَانَاً مَحْرُومَاً مِنْ نِعْمَةِ الإِسْلَامِ وَالإِيمَانِ، قَالَ تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: لَا غَرَابَةَ أَنْ يَكُونَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا، لِأَنَّ الذي أَرْسَلَهُ هُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ الذي عَمَّتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ مَوْجُودٍ، فَمَا مِنْ مَخْلُوقٍ خَلَقَهُ اللهُ تعالى إِلَّا وَيَعِيشُ في ظِلَالِ رَحْمَةِ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾. وَالقَائِلِ عَنْ قَوْلِ المَلَائِكَةِ: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمَاً﴾.

حَاجَةُ الأُمَّةِ إلى خُلُقِ الرَّحْمَةِ:

يَا عِبَادَ اللهِ: كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إلى طَاقَةٍ فَيَّاضَةٍ مِنَ الرَّحْمَةِ وَسَعَةِ الصَّدْرِ وَلِينِ الجَانِبِ، كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إلى التَّأَسِّي بِمَنِ امْتَازَ بِقَلْبٍ يَفِيضُ بِالرَّحْمَةِ، وَيَنْبِضُ بِالحَنَانِ، وَحُبِّ الخَيْرِ للعَالَمِينَ، القَائِلِ عَنْ ذَاتِهِ الشَّرِيفَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ»؟ رواه الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

روى أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَجْلِسُ مَعَنَا فِي المَجْلِسِ يُحَدِّثُنَا، فَإِذَا قَامَ قُمْنَا قِيَامَاً حَتَّى نَرَاهُ قَدْ دَخَلَ بَعْضَ بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ، فَحَدَّثَنَا يَوْمَاً فَقُمْنَا حِينَ قَامَ، فَنَظَرْنَا إِلَى أَعْرَابِيٍّ قَدْ أَدْرَكَهُ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ فَحَمَّرَ رَقَبَتَهُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَكَانَ رِدَاءً خَشِنَاً، فَالْتَفَتَ، فَقَالَ لَهُ الْأَعْرَابِيُّ: احْمِلْ لِي عَلَى بَعِيرَيَّ هَذَيْنِ، فَإِنَّكَ لَا تَحْمِلُ لِي مِنْ مَالِكَ وَلَا مِنْ مَالِ أَبِيكَ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، لَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، لَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، لَا أَحْمِلُ لَكَ حَتَّى تُقِيدَنِي مِنْ جَبْذَتِكَ الَّتِي جَبَذْتَنِي».

فَكُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُ الْأَعْرَابِيُّ: وَاللهِ لَا أُقِيدُكَهَا.

قَالَ: ثُمَّ دَعَا رَجُلَاً فَقَالَ لَهُ: «احْمِلْ لَهُ عَلَى بَعِيرَيْهِ هَذَيْنِ: عَلَى بَعِيرٍ شَعِيرَاً، وَعَلَى الْآخَرِ تَمْرَاً».

ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: «انْصَرِفُوا عَلَى بَرَكَةِ اللهِ تَعَالَى».

يَا عِبَادَ اللهِ: كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إلى خُلُقِ الرَّحْمَةِ، وَخَاصَّةً في هَذِهِ الآوِنَةِ، حَيْثُ نَفَرَ الكَثِيرُ مِنْ دِينِ اللهِ تعالى بِسَبَبِ سُوءِ الأَخْلَاقِ، وَالقَسْوَةِ المُجَرَّدَةِ عَنْ خُلُقِ الرَّحْمَةِ، روى الحاكم عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَنْ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا تَحَابُّوا عَلَيْهِ؟».

قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ.

قَالَ: «أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ تَحَابُّوا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تَرَاحَمُوا».

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّنَا رَحِيمٌ.

قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ، وَلَكِنْ رَحْمَةُ الْعَامَّةِ رَحْمَةُ الْعَامَّةِ».

يَا عِبَادَ اللهِ: مِنْ أَسْبَابِ الشَّقَاءِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ قَسْوَةُ القَلْبِ، وَجُمُودُ العَاطِفَةِ، روى الإمام أحمد والترمذي وأبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ».

فَلْيَكُنْ لَنَا في سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ، وَلْنَسْتَمْسِكْ بِهَدْيِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ، وَهَدْيِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلْيَرْحَمْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ أَوَّلَاً، فَلَا يُعَرِّضْهَا لِغَضَبِ اللهِ تعالى، وَلَا يُوَرِّطْهَا في مَعْصِيَةٍ.

أَلَا تُحِبُّونَ يَا عِبَادَ اللهِ أَنْ يُحَيِّيَكُمْ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِالسَّلَامِ عَلَى لِسَانِ خَيْرِ الأَنَامِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَن يُعَامِلَكُمْ بِرَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؟ اسْمَعُوا قَوْلَ اللهِ تعالى لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءَاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

لِنَرْحَمْ أَنْفُسَنَا بِفِعْلِ الطَّاعَاتِ وَتَرْكِ المَعَاصِي وَالمُنْكَرَاتِ، ثُمَّ لِنَتَرَاحَم وَلْنَتَآلَفْ لَعَلَّ اللهَ تعالى أَنْ يَرْحَمَنَا في جَمِيعِ العَوَالِمِ، قَالَ تعالى: ﴿وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ: نَحْنُ بِحَاجَةٍ إلى خُلُقِ الرَّحْمَةِ، لِأَنَّ المُجْتَمَعَ إِذَا رَحَلَ عَنْهُ خُلُقُ الرَّحْمَةِ، صَارَ مُجْتَمَعَ غَابَةٍ، يَأْكُلُ القَوِيُّ فِيهِ الضَّعِيفَ، وَتُدَاسُ فِيهِ الحُقُوقُ، وَيَشْكُو الوَلَدُ وَالِدَهُ، وَالزَّوْجَةُ زَوْجَهَا.

خُلُقُ الرَّحْمَةِ مِفْتَاحُ القُلُوبِ للقَبُولِ، وَسَبَبٌ لِتَنَزُّلِ رَحْمَةِ اللهِ تعالى، يُؤْتِيهِ اللهُ تعالى السُّعَدَاءَ، وَيَحْرِمُهُ الأَشْقِيَاءَ.

نَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ لَا يَحْرِمَنَا هَذَا الخُلُقَ. آمين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

**      **    **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 13/ ذو الحجة /1439هـ، الموافق: 24/ آب / 2018م

 2018-08-24
 8006
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

19-04-2024 18 مشاهدة
910ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (1)

أَتَوَجَّهُ إلى السَّادَةِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، لِأَقُولَ لَهُمْ: هَنيئًا لَكُمْ يَا مَنْ لَبَّيْتُمْ أَمْرَ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ ... المزيد

 19-04-2024
 
 18
12-04-2024 637 مشاهدة
909ـ خطبة الجمعة: تعزية لمن أصيب بدينه

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد

 12-04-2024
 
 637
09-04-2024 549 مشاهدة
908ـ خطبة عيد الفطر 1445 هـ:هنيئا لك يوم الجائزة إن كنت من المقبولين

هَا نَحْنُ في عِيدِ الفَطْرِ الذي جَاءَنَا بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ القُرْآنِ شَهْرِ الصِّيَامِ وَالقُرْآنِ، لَقَدْ كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ مُذَكِّرًا لَنَا بِالنِّعْمَةِ العُظْمَى التي أَنْقَذَتِ البَشَرِيَّةَ مِنَ الضَّلَالِ ... المزيد

 09-04-2024
 
 549
04-04-2024 678 مشاهدة
907ـ خطبة الجمعة: شمروا عن ساعد الجد

هَا هُوَ الضَّيْفُ الكَرِيمُ يُلَوِّحُ بِالرَّحِيلِ، تَمْضِي أَيَّامُهُ مُسْرِعَةً كَأَنَّهَا حُلُمٌ جَمِيلٌ، مَا أَحْلَى أَيَّامَكَ يَا أَيُّهَا الضَّيْفُ الكَرِيمُ، وَمَا أَمْتَعَ صِيَامَكَ، لَقَدْ ذُقْنَا فِيكَ لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ ... المزيد

 04-04-2024
 
 678
28-03-2024 568 مشاهدة
906ـ خطبة الجمعة: القرآن خير دستور

شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ هُوَ وَاللهِ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ للجَسَدِ، وَالنُّورِ للهِدَايَةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ. وَإِنَّهُ لَمِنَ ... المزيد

 28-03-2024
 
 568
21-03-2024 1000 مشاهدة
905ـ خطبة الجمعة: التقوى ميدان التفاضل بين العباد

لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد

 21-03-2024
 
 1000

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412731250
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :