10ـ العهد الثالث: (المسارعة في الخيرات)(2)

10ـ العهد الثالث: (المسارعة في الخيرات)(2)

 

مقدمة الدرس:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الإمام سيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى:

(وذلك كما إذا رأينا إنساناً يسأل الناس ولا أحد يعطيه شيئاً، فنعطيه أمام الناس تحريضاً لهم على العطاء، ولا نعطيه سراً).

أقول أيها الإخوة الكرام:

لقد حرَّضنا ربنا عزَّ وجل في القرآن العظيم على الصدقة، فقال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}. يعني اطلب الآخرة بالنعمة التي أسبغها الله تعالى عليك في الدنيا، ولا تطلب بها الدنيا فقط، اجعل همك الآخرة، وذلك ببذل النعمة في التقرب إلى الله تعالى.

ولقد زَهِدَ الكثير من الناس في الصدقات، حتى البعض قال للبعض: يا أخي ابتغ فيما آتاك الله الدنيا، ولكن أقل شيء أن لا تنسى نصيبك في الآخرة من خلال صدقة تتقرب فيها إلى الله تعالى.

لقد كان السلف الصالح رضي الله عنه يعطون عطاء من لا يخشى الفقر أبداً، وذلك تأسِّياً بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذي كان أجود من الريح المرسلة، وكان يقسم الخمس من الغنائم الذي فرضه الله تعالى له بين أصحابه الكرام رضي الله عنهم، وكان يدخل إلى بيته، فيقول: (هل عندكم من طعام)؟ روى النسائي عن السيدة عائشة رضي الله عنها (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاها فقال: هل عندكم طعام؟ فقلت: لا، قال: إني صائم، ثم جاء يوماً آخر فقالت عائشة: يا رسول الله إنا قد أهدي لنا حيس، فدعا به، فقال: أما إني قد أصبحت صائماً، فأكل).

نحتاج إلى قوة إيمان بالآخرة:

أيها الإخوة الكرام: كلما قوي إيمان العبد بالله واليوم الآخر كَثُرَ عطاؤه، وهو في الحقيقة الإنسان العاقل، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ).

أكثر الناس يعملون لما قبل الموت، والقليل من يعمل لما بعد الموت، ولو فكَّر الإنسان في هذه الحياة الدنيا لوجد لها بداية ونهاية، كما أنَّ له بداية ونهاية، ولو فكَّر بالنعم التي أسبغها الله تعالى عليه لعلم بأن النعم في الدنيا لا تدوم لصاحبها، وإن دامت له فهو لا يدوم لها، لذلك ترى العاقل من الناس من يستغلُّ النعم في حياته الدنيا بالتقرُّب إلى الله تعالى.

الصدقة هي الباقية:

أيها الإخوة الكرام: العاقل في الناس من كان حريصاً على نقل النعمة معه من عالم الدنيا إلى عالم البرزخ وإلى عالم يوم القيامة، ولا يفوِّت على نفسه الخير، وخاصة بالنسبة لنعمة المال، جاء في الحديث الشريف عَنْ مطرف رضي الله عنه قَالَ: (أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ: {أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ}، قَالَ: يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، قَالَ: وَهَلْ لَكَ يَا بْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ) رواه مسلم.

لو جمع العبد مال قارون، الذي أشار إليه مولانا عز وجل بقوله: {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}. فليس له منه إلا ما أكل فأفنى، ولبس فأبلى، وتصدَّق فأبقى.

فما أكلته وما لبسته بلي وفني، وأما ما تصدَّقت به فإنه يبقى معك بعد موتك، وهذا ما أكَّده لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، كما روى الترمذي عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: (أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا بَقِيَ مِنْهَا؟ قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلا كَتِفُهَا، قَالَ: بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا).

فنحن اليوم نأكل ونشرب ونلبس ثم نكدِّس المال تكديساً، ونكنزه كنزاً، ونساؤنا تبع لنا إلا من رحم الله تعالى.

السيدة عائشة رضي الله عنها كانت متأثرة بالحبيب الأعظم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذي كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، لذلك تصدقت بالشاة كلها ولم تُبقِ منها إلا الذراع الذي كان يعجب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أيها الإخوة الكرام: نحن بحاجة إلى تطابق الأفعال مع الأقوال حتى نكون مؤثِّرين بأزواجنا وأبنائنا ومن يلوذ بنا، وإلا فلا تأثير، لأن أقوالنا في وادٍ والأفعال في وادٍ آخر.

لا تقطع عملك بعد موتك:

أحبابَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم! الحريص منا هو من يجعل عمله مستمراً لا ينقطع بموته، وذلك بالصدقات، يقول الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

سل نفسك، هل تركت صدقة جارية قبل موتك؟ وهل تركت علماً يُنتفع به؟ فإن لم تكن عالماً، هل اشتريت بعض الكتب النافعة بمالك وجعلتها بين الناس لينتفعوا بها؟ هل ربيت ولداً صالحاً يدعو لك بعد موتك؟

من كان منهمكاً في الدنيا حريصاً على جمعها، وعلى الازدياد منها، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ كَانَ لابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ لأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ ثَالِثٌ، وَلا يَمْلأُ فَاهُ إِلا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ). فإنه لا يفكر إلا بما هو قبل الموت، ولن يترك صدقة جارية، ولا علماً ينتفع به، ولا ولداً صالحاً يدعو له، وسوف يتحسَّر عند سكرات الموت، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُون * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}. ويقول: {رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِين}.

أخلص في صدقتك:

أيها الإخوة الكرام: يقول الله تبارك وتعالى: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير}. حرِّر النية إذا أظهرت الصدقة، وإذا أخفيتها، واجعلها خالصة لوجه الله تعالى، وخاصة إذا أعطيت للفقير.

فعندما تعطي الفقير سراً فإنك تستر عليه، ولا توقعه في الاستحياء، ولا تقيمه مقام الفضيحة، ولا تجعل يده السفلى ويدك العليا أمام الناس.

ثمار الصدقة:

أيها الإخوة الكرام: المؤمن عندما يتصدَّق بصدقة يجب عليه أن يشعر بأن حاجته إلى أجر الصدقة أكثر من حاجة الفقير إلى الصدقة، لأن ثمار الصدقة تعود على المتصدِّق جملة وتفصيلاً.

فمن ثمارها:

أولاً: أنها برهان على صحة إيمان العبد، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه قال: (وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ) رواه مسلم، بالصدقة تبرهن على صحة إيمانك بقول الله عز وجل: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}. وعلى صحة إيمانك بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ) رواه الترمذي عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه.

ولقد ترجمت ذلك السيدة عائشة رضي الله عنها ذلك ترجمة عملية، كما جاء في موطأ الإمام مالك، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رضي الله عنها: (أَنَّ مِسْكِينًا سَأَلَهَا وَهِيَ صَائِمَةٌ وَلَيْسَ فِي بَيْتِهَا إِلا رَغِيفٌ، فَقَالَتْ لِمَوْلاةٍ لَهَا: أَعْطِيهِ إِيَّاهُ، فَقَالَتْ: لَيْسَ لَكِ مَا تُفْطِرِينَ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: أَعْطِيهِ إِيَّاهُ، قَالَتْ: فَفَعَلْتُ، قَالَتْ: فَلَمَّا أَمْسَيْنَا أَهْدَى لَنَا أَهْلُ بَيْتٍ أَوْ إِنْسَانٌ مَا كَانَ يُهْدِي لَنَا شَاةً وَكَفَنَهَا، فَدَعَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَتْ: كُلِي مِنْ هَذَا، هَذَا خَيْرٌ مِنْ قُرْصِكِ).

وما فعلته السيدة عائشة رضي الله عنها هو في الحقيقة تصديق لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (قال اللَّه تعالى: أنفِق يا بْنَ آدمَ يُنْفَقْ عَلَيْكَ) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ثانياً: الصدقة تُحَصِّنُ الأموال، وتُداوي المرضى، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الطبراني عَنْ عَبْدِ الله بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ).

ثالثاً: تكون الصدقة ظلاً لصاحبها يوم القيامة، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ. أَوْ قَالَ: يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ). والإنسان في عرصات يوم القيامة أحوج ما يحتاج إليه أن يكون في ظلٍ في أرض المحشر، لأن الشمس تدنو من الرؤوس بمقدار ميل.

رابعاً: الصدقة تجعل العبد محبوباً عند الله تعالى، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا، وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامِ). فالمتصدِّق ينفع أخاه، ويكون بذلك محبوباً عند الله عز وجل، ومن سعادة العبد أن يكون محبّاً محبوباً عند الله تعالى.

خامساً: الصدقة تُكفِّر الذنوب، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي عن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ). وما أكثر ذنوب العبد، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول: قال : (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) رواه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه. فمن تمام التوبة الصدقة، لأنها تطفئ نار المعصية.

سادساً: الصدقة تُلَيِّنُ القلب القاسي، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة، رضي الله عنه: أن رجلاً شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أردت أن يلين قلبك ، فأطعم المساكين ، وامسح رأس اليتيم). فالصدقة على المسكين تليِّن القلب القاسي، وإذا لان القلب انتفع صاحبه بالذكر الحكيم.

سابعاً: بالصدقة ينال العبد دعوة المَلَكِ المقرَّب عند الله تعالى، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا). ولا شكَّ بأن دعوة الملك مستجابة.

خاتمة نسال الله تعالى حسنها:

أيها الإخوة الكرام: فالإمام الشعراني رحمه الله تعالى يحرِّضنا على الصدقة جهاراً نهاراً مع تحرير النية، وخاصة إذا كفَّ الناس عن الصدقة، وذلك من أجل أن يكون لنا أجر التأسِّي بنا، فطوبى لعبدٍ كان أسوةً صالحةً للآخرين.

اللهم اجعلنا منهم يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. سبحان ربِّك ربِّ العزَّة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

**     **     **

 

الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مقتطفات من كتاب العهود المحمدية للشعراني

05-12-2011 64789 مشاهدة
23ــ العهد الثامن: إكرام العلماء

يقول الإمام سيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى في العهد الثامن: (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن نكرم العلماء، ونجلَّهم ونوقرَهم، ولا نرى لنا قدرة على مكافأتهم، ولو أعطيناهم جميع ما نملك، أو خدمناهم ... المزيد

 05-12-2011
 
 64789
12-10-2011 60393 مشاهدة
22ــ العهد السابع: مجالسة العلماء

أخذ علينا العهد العام من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن لا نخليَ نفوسَنا من مجالسة العلماء ولو كنا علماء، فربَّما أعطاهم الله تعالى من العلم ما لم يعطنا. ... المزيد

 12-10-2011
 
 60393
05-10-2011 57547 مشاهدة
21ــ العهد السادس: فوائد تبليغ الحديث الشريف(3)

ومنها ـ أي من فوائد تبليغ حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ وهو أعظمها فائدة: الفوزُ بدعائه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لمن بلَّغ كلامه إلى أُمَّته ... المزيد

 05-10-2011
 
 57547
28-09-2011 56410 مشاهدة
20ــ العهد السادس: فوائد تبليغ الحديث الشريف(2)

نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لا فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ... المزيد

 28-09-2011
 
 56410
21-09-2011 56651 مشاهدة
19ــ العهد السادس: فوائد تبليغ الحديث الشريف(1)

أُخِذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أن نُسمع الناسَ الحديثَ إلَّا كلِّ قليل ... المزيد

 21-09-2011
 
 56651
06-07-2011 57971 مشاهدة
18ــ العهد الخامس: الرحلة في طلب العلم(2)

مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ... المزيد

 06-07-2011
 
 57971

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3152
المكتبة الصوتية 4740
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 411766828
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :