أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1388 - دخول الحائض المسجد للتعلم وتلاوتها للقرآن

11-09-2008 12931 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للمرأة الحائض والنفساء أن تدخل المسجد لطلب العلم، وهل يجوز أن تقرأ القرآن العظيم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1388
 2008-09-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فقد ذهب الحنفية والمالكية إلى تحريم دخول الجنب والحائض والنفساء المسجد، لما روت السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: جاء رسول صلى الله عليه وسلم ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد. فقال صلى الله عليه وسلم: (وجهوا هذه البيوت عن المسجد) ثم دخل ولم يصنع القوم شيئاً رجاء أن تنزل فيهم رخصة، فخرج عليهم فقال: (وجِّهوا هذه البيوت عن المسجد، فإنِّي لا أحلُّ المسجد لحائض ولا جنب) رواه أبو داود في سننه، والبيهقي في السنن الكبرى.

وقال الشافعية والحنابلة: يحرم عليهم المكث في المسجد، ويحرم عليهم العبور فيه إن خيف تلويث المسجد، وإن لم يخف التلويث جاز العبور فقط دون المكث فيه.

وبناء على ذلك:

عند جمهور الفقهاء يحرم المكث في المسجد ولو لتعلم العلم إذا كانت المرأة حائضاً أو نفساء، ويجوز العبور منه إذا تعيَّن الطريق عند الشافعية والحنابلة إذا أمن تلويث المسجد من النجاسة.

أما تلاوة القرآن العظيم للمرأة الحائض والنفساء، فإنه يحرم على الحائض والنفساء قراءة القرآن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن) رواه الترمذي. وهذا عند جمهور الفقهاء.

وأخيراً أقول: ما هي الضرورة التي يتعلل بها النساء حتى يدخلن المسجد وهنَّ حائضات؟ خاصة أنه أصبح طلب العلم في هذا الزمان والاستماع للدروس ميسراً بفضل الله عز وجل، فهناك الأشرطة المسموعة والأشرطة المرئية لتعليم العلم، وبالإمكان أن تنقل المرأة الحاضرة العلمَ لمن لم تتمكن من الحضور لعذرها الشرعي، وهو أمر رغَّب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (ليبلغ الشاهد الغائب) رواه البخاري ومسلم.

وعدم حضور المرأة الحائض أو النفساء مجلس العلم في المسجد إنما هو نوع من التعظيم لبيوت الله عز وجل: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} [الحج: 32]. ولو عملنا بنصف ما علمنا لَسَعِدْنا.

وأما المرأة التي تريد حفظ القرآن فإن بوسعها أن تسمع القرآن الكريم سماعاً من شريط مسموع أو مرئي، وهذا يكون سبباً لتثبيت القرآن إن شاء الله تعالى في صدرها.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا لتعظيم شعائر الله، ومِن أعظم شعائر الله القرآن الكريم والمسجد. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
12931 مشاهدة