أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4793 - حكم زراعة الشعر لمريض السرطان

14-01-2012 18435 مشاهدة
 السؤال :
رجل مصاب بمرض السرطان، يعالج بالأدوية الكيميائية، فتساقط شعر رأسه، فهل يجوز أن يصنع باروكة، أو يزرع شعراً للرأس؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4793
 2012-01-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: روى البخاري ومسلم عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، (أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَامَ حَجَّ وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ ـ وَتَنَاوَلَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ كَانَتْ بِيَدِ حَرَسِيٍّ ـ: أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ، وَيَقُولُ: إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ).

وروى البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَعَنَ اللَّهُ الوَاصِلَةَ، وَالمُسْتَوْصِلَةَ، وَالوَاشِمَةَ، وَالمُسْتَوْشِمَةَ). وفي رواية للبخاري ومسلم عَن السيدة عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، (أَنَّ جَارِيَةً مِن الأَنْصَارِ تَزَوَّجَتْ، وَأَنَّهَا مَرِضَتْ فَتَمَعَّطَ شَعَرُهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَصِلُوهَا، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الوَاصِلَةَ وَالمُسْتَوْصِلَةَ).

ثانياً: جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي بشأن عمليات التجميل، في بيان ما يجوز منها:

(إصلاح العيوب الطارئة (المكتسبة) من آثار الحروق والحوادث والأمراض وغيرها مثل: زراعة الجلد وترقيعه، وإعادة تشكيل الثدي كلياً حالة استئصاله، أو جزئياً إذا كان حجمه من الكبر أو الصغر بحيث يؤدي إلى حالة مرضية، وزراعة الشعر حالة سقوطه خاصة للمرأة).

وبناء على ذلك:

فلا يجوز استخدام الباروكة؛ لأنه نوع من أنواع الوصل المنهيِّ عنه شرعاً، ولكن لا حرج في زراعة الشعر، بحيث يتم أخذ بصيلات الشعر من منطقة أخرى، ولا يعتبر هذا من تغيير خلق الله تعالى، ولا فرق بين أخذ البصيلات من الشخص نفسه، أو من غيره. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
18435 مشاهدة