أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5954 - قراءة سورة القدر بعد الوضوء

26-08-2013 25706 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح أنه من السنة قراءة سورة القدر بعد الانتهاء من الوضوء؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5954
 2013-08-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد وَرَدَ في كنزِ العُمَّالِ: مَن قَرَأَ في إِثرِ وضوئِهِ: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر واحِدَةً كانَ من الصِّدِّيقينَ، ومَن قَرَأَهَا مَرَّتَينِ كانَ في دِيوانِ الشُّهَدَاءِ، ومَن قَرَأَهَا ثَلاثاً يَحشُرُهُ اللهُ مَحشَرَ الأنبِياءِ. رواه الديلمي عن أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

ويَقولُ الإمامُ الدَّيلَمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: لم يَثبُتْ حَديثٌ صَحيحٌ في قِراءَةِ سورَةِ القَدرِ عَقِبَ الوضوءِ.

ويَقولُ الإمامُ العَجلونِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في كَشفِ الخَفا: لا أصلَ لهُ، وكذا الأحاديثُ الوارِدَةُ في الذِّكرِ عِندَ كُلِّ عُضوٍ: فَباطِلَةٌ. اهـ.

وبناء على ذلك:

فليسَ من السُّنَّةِ قِراءَةُ سورَةِ القَدرِ عِندَ الانتِهاءِ من الوضوءِ، وإذا قَرَأَها المسلِمُ بِنِيَّةِ تِلاوَةِ القُرآنِ، فلهُ أجرٌ فيها، وذلكَ لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ الله فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ ﴿الم﴾ حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» رواه الترمذي عن عَبْد الله بْن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ. هذا، والله تعالى أعلم.

وعلى المسلِمِ أن يَلتَزِمَ الدُّعاءَ المَسنونَ بعدَ الانتِهاءِ من الوضوءِ بِقَولِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ له، وأشهَدُ أنَّ سيِّدَنا محمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ، اللَّهُمَّ اجعَلني من التَّوَّابينَ، واجعَلني من المُتَطَهِّرينَ، سُبحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمدِكَ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلا أنتَ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ.

وذلكَ لما روى الإمام مسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ ـ أَوْ فَيُسْبِغُ ـ الْوَضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ».

وروى الترمذي عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِن التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِن الْمُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ».

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
25706 مشاهدة