أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6053 - الحوار في التحيات

23-12-2013 28759 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة حديث التحيات، وهل صحيح بأن سَيِّدَنا رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال ليلة المعراج عندما دنا: التحيات لله والصلوات الطيبات، فقال الله تعالى: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فقالت الملائكة: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6053
 2013-12-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَحَديثُ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في التَّحِيَّاتِ هو ما رواه الإمام أحمد عن ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: عَلَّمَنِي رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ، كَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ، كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِن الْقُرْآنِ.

قَالَ: «التَّحِيَّاتُ لله وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ». وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؛ فَلَمَّا قُبِضَ قُلْنَا السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ.

وما رواه الإمام مسلم في صَحيحِهِ عَنْ عَبْدِ الله قَالَ: كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ خَلْفَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: السَّلَامُ عَلَى الله، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ.

فَقَالَ لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لله وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ ـ فَإِذَا قَالَهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لله صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ـ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِن الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ».

ولَم يَثْبُتْ في كُتُبِ الحَديثِ الشَّريفِ هذا الحِوارُ الذي كانَ بَينَ الله تعالى وسَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وبناء على ذلك:

فَالأَصلُ فِي التَّحِيَّاتِ هُوَ مَا ذَكَرنَاهُ مِنَ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، و لَا أَصلَ لِهَذَا الحِوَارِ كَمَا هُوَ وَارِدٌ فِي السُّؤَالِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
28759 مشاهدة