أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4736 - صوف شاة ميتة

31-12-2011 16892 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم الصوف المأخوذ من الشاة الميتة، هل هو طاهر أم نجس؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4736
 2011-12-31

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الله تبارك وتعالى: {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِين} [النحل: 80]. ففي هذه الآية الكريمة يذكر الله تعالى منَّته على عباده بأن جعل لهم من جلود الأنعام وأصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً، وظاهر الآية يشمل حالتي الموت والحياة فيما يتعلَّق بالشعر والصوف والوبر، دون جلود الميتة، فلها الحكم الخاص بطهارتها بعد الدباغة إذا كانت طاهرة حال الحياة، ولكن الانتفاع بالجلد لا يكون إلا بعد دبغه، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ) رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه.

وأخرج الدارقطني من حديث السيدة ميمونة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال في شاة ميمونة حين مرَّ بها: (هَلا انْتَفَعْتُمْ بِجِلْدِهَا! قَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ، قَالَ: إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا).

وبناء على ذلك:

فقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى طهارة صوف الشاة الميتة، وسائر الحيوانات الطاهرة حال الحياة، إذا جُزَّ شعرها وصوفها جزّاً ولم يُنتف، فإن نُتف فإن أصوله تكون نجسة لنجاسة جلد الميتة حتى يُدبغ، وأما أعلى الشعر والصوف فطاهر. وخالف في ذلك الشافعية فقالوا بنجاسة شعر وصوف الميتة إلا ما يطهر جلده بالدباغ ودُبغ، واستدلوا لذلك بقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ}، وهو عامٌّ في الشعر وغيره، وَيُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ شَعْرُ الخِنْزِيرِ، فَإِنَّهُ نَجِسٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
16892 مشاهدة