أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

272 - رجوع الوالد بهبته

02-05-2007 411 مشاهدة
 السؤال :
 2007-04-15
رجل منح ولده منحة، وبعد فترة من الزمن أراد الوالد أن يرجع بهبته، فهل يصح هذا أم لا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 272
 2007-05-02

 

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمِنْ حَيْثُ الفَتْوَى يَجُوزُ للأَبِ أَنْ يَرْجِعَ بِهِبَتِهِ التي وَهَبَهَا لِوَلَدِهِ مَا دَامَتْ قَائِمَةً، وَذَلِكَ لِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ: «لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُعْطِيَ عَطِيَّةً أَوْ يَهَبَ هِبَةً فَيَرْجِعَ فِيهَا إِلَّا الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ». أخرجه أبو داود.

وَلَكِنَّ الأَكْمَلَ في حَقِّ الوَالِدِ أَنْ لَا يَرْجِعَ في هِبَتِهِ لِوَلَدِهِ، لِأَنَّ الكَرِيمَ لَا يَسْتَرِدُّ مَا أَعْطَاهُ إِلَّا إِذَا أَرَادَ أَنْ يُكْرِمَهُ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَاهُ، اقْرَأْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ﴾. الأَمْنُ مِنَ اللهِ، وَالإِطْعَامُ مِنَ اللهِ، وَالأَمْوَالُ مِنَ اللهِ، وَالأَنْفُسُ مِنَ اللهِ، وَالثَّمَرَاتُ مِنَ اللهِ، كُلُّهَا مِنْ عَطَائِهِ فَإِنْ أَخَذَ شَيْئَاً مِمَّا أَعْطَاهُ بِالابْتِلَاءِ، فَإِنَّهُ يَقُولُ مُبَيِّنَاً: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ﴾. بِفَقْدِ نِعْمَةٍ مِنْ نِعَمِ اللهِ التي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا ﴿قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾. مَا تَبَرَّمُوا مِنَ المُصِيبَةِ، وَمَا تَأَفَّفُوا ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ﴾. انْظُرْ كَيْفَ عَوَّضَهُمُ اللهُ تعالى بَعْدَمَا أَخَذَ مِنْهُمْ شَيْئَاً مِمَّا أَعْطَاهُمْ.

لِذَلِكَ أَقُولُ: الكَرِيمُ لَا يَسْتَرِدُّ مَا أَعْطَى، إِلَّا إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعْظِمَ العَطِيَّةَ، وَخَاصَّةً بِالنِّسْبَةِ للوَالِدِ مَعَ وَلَدِهِ.

وَذَهَبَ الحَنَفِيَّةُ إلى عَدَمِ جَوَازِ رُجُوعِ الوَالِدِ بِالهِبَةِ لِوَلَدِهِ مُطْلَقَاً، وَكَذَلِكَ الهِبَةُ لِكُلِّ الأَرْحَامِ المَحَارِمِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
411 مشاهدة
الملف المرفق