أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3981 - يريد الحج ولكن والده يمنعه

21-05-2011 61519 مشاهدة
 السؤال :
شاب دخل سنَّ التكليف، يريد أداء فريضة الحج، ووالده يمنعه من الذهاب إلى الحج، فهل يمتثل أمر والده أم يذهب لأداء فريضة الحج؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3981
 2011-05-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الحجُّ فريضة محكمة، ثبتت فرضيَّته في الكتاب والسنة، وأجمعت الأمة على فرضيَّته على كلِّ مستطيع في العمر مرة واحدة.

ثانياً: اختلف الفقهاء في فرضيَّة الحج، هل يجب على الفور أم على التراخي؟

فعند جمهور الفقهاء يجب الحج على الفور لمن كان مستطيعاً، والأمور ميسَّرة له، فإن أخَّره كان آثماً، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلَمْ يَحُجَّ، فَلا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا).

وذهب الشافعية إلى أن فريضة الحج تجب على التراخي، فلا يأثم المستطيع بتأخيره، بشرط أن يكون عازماً على أدائه في المستقبل، وإذا كان يخشى العجز أو هلاك المال حرم عليه التأخير، ولكن من السنَّة التعجيل، لقوله تعالى:{وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}. فالآية مطلقة، ولم تحدِّد وقتاً.

ثالثاً: ليس للوالد أن يمنع ولده البالغ العاقل الراشد من الذهاب إلى أداء فريضة الحج، إذا كان الولد قادراً والطريق آمناً، ولم يكن أحد الوالدين بحاجة إليه.

وبناء على ذلك:

فليس للوالد أن يمنع ولده البالغ العاقل الراشد من أداء فريضة الحج إذا كان مستطيعاً، ولا يخاف على ولده، ولم يكن أحد والديه بحاجة إلى خدمته.

وأنا أنصح الوالد إذا كان مستغنياً عن خدمة ولده أن يشجِّعه على أداء هذه الفريضة، وهذا شرف عظيم للولد والوالد، ولعله بدعوة صالحة مستجابة من الولد ينتفع الوالد بها في حياته في الدنيا والآخرة، وليشكر الوالد ربه عز وجل أن جعل الله تعالى ولده صالحاً، وخاصة في زمن كثر فيه فساد الشباب إلا من رحم الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
61519 مشاهدة