أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

79 - إهداء ثواب تلاوة القرآن لرسول الله   

17-05-2007 43804 مشاهدة
 السؤال :
سمعنا من بعض الإخوة بعد تلاوة القرآن يقول: اللهم أوصل ثواب ما قرأناه إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته. فقال لـه بعض الحاضرين: دعاؤك هذا تحصيل الحاصل، لأن أعمالنا كلها في صحيفة النبي صلى الله عليه وسلم، فأيهما الأصوب؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 79
 2007-05-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُ الأَخِ هَذَا: الدُّعَاءُ تَحْصِيلُ حَاصِلٍ هَذَا صَحِيحٌ، لِأَنَّ جَمِيعَ أَعْمَالِ أُمَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مِيزَانِهِ، وَلَكِنْ هَذَا لَا يَمْنَعُ مِنَ الدُّعَاءِ، أَلَا تَرَى أَنَّ اللهَ تعالى صَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾.

ثُمَّ أَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَاً﴾. فَنَحْنُ نَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ، فَالُله تعالى يُصَلِّي عَلَيْهِ، وَنَحْنُ نَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، أَلَيْسَ هَذَا تَحْصِيلُ حَاصِلٍ كَمَا قَالَ الأَخُ؟

فَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ: لِهَذَا الدَّاعِي أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ أَوْصِلْ ثَوَابَ مَا قَرَأْنَاهُ إلى حَضْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَفِي ذَلِكَ نَوْعُ شُكْرٍ وَإِسْدَاءٍ جَمِيلٍ لَـُه، وَالكَامِلُ قَابِلٌ لِزِيَادَةِ الكَمَالِ، وَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ بِذَلِكَ، حَيْثُ أَنْقَذَنَا مِنَ الضَّلَالَةِ، فَجَزَاهُ اللهُ عَنَّا خَيْرَ مَا جَزَى نَبِيَّاً عَنْ أُمَّتِهِ.

وَلَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللِه بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَعْتَمِرُ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عُمَرَاً بَعْدَ وَفَاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ غَيْرِ وَصِيَّةٍ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وَحَجَّ عَلِيُّ بْنُ المُوَفَّقِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ حَجَّةً. ـ وَابْنُ المُوَفَّقِ هُوَ في طَبَقَةِ الإِمَامِ الجُنَيْدِ ـ وَخَتَمَ ابْنُ السَّرَّاجِ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ خَتْمَةٍ، وَضَحَّى عَنْهُ مِثْلَ ذَلِكَ.

وَيَقُولُ ابْنُ عَابِدِينَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في حَاشِيَتِهِ: وَرَأَيْتُ نَحْوَ ذَلِكَ بِخَطِّ مُفْتِي الحَنَفِيَّةِ الشِّهَابِ أَحْمَدَ بْنِ الشِّبْلِيِّ شَيْخِ صَاحِبِ البَحْرِ، نَقْلَاً عَنْ شَرْحِ الطَّيْبَةِ للنُّوَيْرِيِّ. وَمِنْ جُمْلَةِ مَا نَقَلَهُ: أَنَّ ابْنَ عَقِيلٍ مِنَ الحَنَابِلَةِ قَالَ: يُسْتَحَبُّ إِهْدَاؤُهَا لَـُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
43804 مشاهدة