أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8128 - تجديد نية الصوم

05-06-2017 74 مشاهدة
 السؤال :
هل يشترط لصحة الصيام في شهر رمضان تجديد النية كل يوم؟ أم يجوز أن ينوي صيام الشهر بكامله؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8128
 2017-06-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

 أولاً: النِّيَّةُ شَرْطٌ في صِحَّةِ الصَّوْمِ عِنْدَ جَميع الفُقَهَاءِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا عَمَلَ لِمَنْ لَا نِيَّةَ لَهُ، وَلَا أَجْرَ لِمَنْ لَا حِسْبَةَ لَهُ» رواه البيهقي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ.

وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» رواه الإمام البخاري عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ. وَالصَّوْمُ عِبَادَةٌ، وَلَا يَجُوزُ بِدُونِ نِيَّةٍ، كَسَائِرِ العِبَادَاتِ.

ثانياً: ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى وجوب تَجْدِيدِ النِّيَّةِ في كُلِّ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ مِنَ اللَّيْلِ، لِأَنَّ صِيَامَ كُلِّ يَوْمٍ عِبَادَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ، لَا يَرْتَبِطُ بَعْضُهُ ِبِبَعْضٍ، وَلَا يَفْسُدُ بِفَسَادِ بَعْضٍ.

وَخَالَفَ في ذَلِكَ المَالِكِيَّةُ، وَقَالُوا: تَكْفِي نِيَّةٌ وَاحِدَةٌ عَنِ الشَّهْرِ كُلِّهِ في أَوَّلِهِ إِلَّا أَنْ يُفطِرَ في أَثناءِ الشَّهرِ لِعُذْرٍ كَالحَيْضِ أَوِ المَرَضِ فَيَجِبُ تَجْديدُ النِّيَّةِ بعدَ ذَلكَ.

وبناء على ذلك:

فَعِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ لَا بُدَّ مِنْ تَجْدِيدِ النِّيَّةِ في كُلِّ يَوْمٍ، خِلَافَاً للمَالِكِيَّةِ،والنِّـيَّةُ مَكَانُهَا القَلبُ وَلَا يُشتَرَطُ لَهَا التَّلَفُظُ بِاللِسَانِ، إِن جَمَعَ مَعَ نِيَّةِ القَلبِ التَّلَفُظَ بِاللِسانِ فَلَا حَرَجَ مِنْ ذَلِكَ . هذا، واللّٰه تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
74 مشاهدة