أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2165 - أقامت علاقة مع شاب وتابت ثم عادت, فماذا تفعل مع حاجتها للزواج؟

05-07-2009 71470 مشاهدة
 السؤال :
أنا فتاة عمري 27 سنة، أقمت علاقة حب مع شاب، ثم أغوانا الشيطان وحصل بيننا خلوة وملامسات، لكني لا أزال عذراء، ثم استغفرت الله تعالى وتبت، ثم حصلت معي مشاكل نفسية فقررت أن ألتقي معه ليخفف عني دون أن أعمل معصية، ولكن ظل يحاول معي حتى استسلمت، وحصل ما حصل في المرة الماضية، وأنا الآن أشعر بالندم لأني نقضت توبتي، وأنا خائفة من الله، وأنا لم أفعل ذلك إلا لأني تمنيت أن ألجأ إلى إنسان حنون، لكنه كان يريد شهوته، فماذا أفعل مع أنه لم يتيسر لي الزواج بشكل من الأشكال؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2165
 2009-07-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالحمد لله رب العالمين القائل: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}، والقائل: {إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.

فمن حقَّق شروط التوبة بالإقلاع عن المعصية أولاً، ثم بالندم على ما حصل ثانياً، ثم بالعزم على أن لا يعود إليها ثالثاً، وبترك قرناء السوء رابعاً، وجدَّد إيمانه وقوَّاه، ـ لأن العبد يضعف إيمانه ثم يضعف حتى يدخل صاحبه النار، ويقوى إيمانه ثم يقوى حتى يدخل صاحبه الجنة. والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فإذا وقع العبد في المعصية ثم تاب وجدَّد إيمانه، وعمل الأعمال الصالحة ـ فإن الله تعالى يقبل توبته. هذا أولاً.

ثانياً: أذكِّرك يا أختاه بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِيَّاكُمْ وَالْخَلْوَةَ بِالنِّسَاءِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا خَلا رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ إِلا دَخَلَ الشَّيْطَانُ بَيْنَهُمَا، وَلَيَزْحَمُ رَجُلٌ خِنْزِيرًا مُتَلَطِّخًا بِطِينٍ، أَوْ حَمْأَةٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَزْحَمَ مَنْكِبِهِ مَنْكِبَ امْرَأَةٍ لا تَحِلُّ لَهُ) رواه الطبراني، وهذا التحذير يشمل الرجال والنساء.

فاحذري الخلوة مع رجل أجنبي، ولو كان لتعليم القرآن الكريم، واحذري شياطين الإنس وما أكثرهم اليوم، هؤلاء الذين لا يبحثون إلا عن شهواتهم، وسوف يلقون غياً إذا لم يتوبوا إلى الله تعالى، كما قال تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}.

ثالثاً: إذا كنت تبحثين عن الحنان فاعلمي بأنك تجدين هذا عند مولاك الرؤوف الرحيم، قفي على باب مولاك في الأسحار، وتضرَّعي إلى الله عز وجل أن يفرِّج عنك عاجلاً لا آجلاً، وأن يذيقك حلاوة الإيمان، لأن من ذاق حلاوة الإيمان صعبت عليه المعصية.

عليك بتلاوة القرآن العظيم، لأن تلاوة القرآن العظيم تزيد في إيمانك، كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}.

رابعاً: اعملي بأن الشيطان أقسم لربنا عز وجل بأنه سيغوي الناس جميعاً، إلا عباد الله المخلَصين، {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين}، فكوني من المخلِصين حتى تكوني من المخلَصين، فالشيطان بالمرصاد للإنسان المؤمن، فهو يريد غوايتك وأن يكون المصير إلى نار جهنم، فهل يعجبك هذا؟

اعلمي بأن اللذة بالحرام مدَّتها لحظات، ولكن يعقبها الندم إلى ما شاء الله تعالى، والمجاهدة للنفس صعبة جداً، ولكن هذه الصعوبة لحظات ثم يعقبها نشوة تدوم إلى ما شاء الله تعالى، فلا تخربي مستقبلك في الآخرة بشهوة ساعة في الدنيا.

وأخيراً أقول لك يا أختاه: اقطعي الصلة بهذا الشاب وبغيره، وتذكري قول الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}، ولا تقنطي من رحمة الله، وحقِّقي شروط التوبة كما ذكرت سابقاً.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعاً التوبة الصادقة النصوح، وأن يجعل لك فرجاً ومخرجاً عاجلاً غير آجل، وأن يهيئ لك أسباب الزواج من الشاب الصالح صاحب الدين والخلق. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
71470 مشاهدة