أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6691 - ترك المدينة

19-01-2015 3737 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن المدينة المنورة ستترك في آخر الزمان وهي أحسن ما تكون؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6691
 2015-01-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الإمام مالك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَتُتْرَكَنَّ الْمَدِينَةُ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَتْ، حَتَّى يَدْخُلَ الْكَلْبُ أَو الذِّئْبُ فَيُغَذِّي عَلَى بَعْضِ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، أَوْ عَلَى الْمِنْبَرِ».

فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَلِمَنْ تَكُونُ الثِّمَارُ ذَلِكَ الزَّمَانَ؟

قَالَ: «لِلْعَوَافِي ـ الطَّالِبَةِ لما تَأْكُلُ ـ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ».

وروى الإمام مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، فَمَا مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا قَدْ سَأَلْتُهُ، إِلَّا أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ مَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِن الْمَدِينَةِ.

فَحَدِيثُ تَرْكِ المَدِينَةِ على أَحسَنِ مَا كَانَت يَكُونُ في آخِرِ الزَّمَانِ، وهذا من عَلامَاتِ قِيَامِ السَّاعَةِ، وسَيِّدُنَا حُذَيفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَاتَهُ أن يَسأَلَ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عن سَبَبِ خُرُوجِ أَهلِ المَدِينَةِ من المَدِينَةِ وهيَ على أَحسَنِ مَا كَانَت عَلَيهِ.

وبناء على ذلك:

فَسَوفَ تُتْرَكُ المَدِينَةُ في آخِرِ الزَّمَانِ وهيَ على أَحسَنِ مَا كَانَتْ، ولَم يَذْكُرِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَبَبَ التَّرْكِ، وَسَيِّدًنَا حُذَيفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لَم يَسأَل عن سَبَبِ التَّرْكِ.

والذي يُؤَيِّدُ بأَنَّ هذا التَّرْكَ سَيَكُونُ في آخِرِ الزَّمَانِ كَمَا قَالَ الإمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: ما رواه الشيخان عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ، لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِ ـ يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ ـ وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ، يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا، فَيَجِدَانِهَا وَحْشاً، حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا». هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3737 مشاهدة