أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1843 - ما معنى الحلف بالأمانة

07-03-2009 17238 مشاهدة
 السؤال :
لقد سمعت حديثاً عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: (ليس منا من حلف بالأمانة). فما هي درجة صحته؟ وما هو معناه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1843
 2009-03-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالأَمَانَةِ، وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا). ورواه أبو داود في سننه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ فَلَيْسَ مِنَّا). وصححه الإمام النووي في كتابه رياض الصالحين.

في هذا الحديث نهي عن الحلف بغير الله تعالى بحرف من حروف القسم، أو ما يقوم مقامه، والمراد بالأمانة هنا العبادات كالصلاة والصوم والزكاة والحج إلى آخر العبادات، كأن يقول: وحقِّ صلاتي، أو وحقِّ حجي وصيامي... فكلُّ هذا لا يجوز شرعاً، ولا يعتبر يميناً شرعية، ولا يجب بالحنث فيه كفارة.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ مِنَّا). أي ممن اقتدى بطريقتنا وأسوتنا، بل هو من المتشبِّهين بغيرنا، وقوله صلى الله عليه وسلم: (بِالأَمَانَةِ). كأنه يشير صلى الله عليه وسلم إلى الأمانة التي حملها الإنسان عندما عرضت عليه كما قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً}. والأمانة هي التشريع، ومن التشريع العبادات.

وبناء عليه:

فلا يجوز الحلف بالأمانة أي بالعبادات مثل الصلاة والصوم... ولا تعتبر يميناً شرعية، ولا تجب فيها الكفارة إذا حنث فيها الحالف. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
17238 مشاهدة