أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6310 - آكل الحرام هل تقبل صلاته؟

14-05-2014 7649 مشاهدة
 السؤال :
إذا كان الرجل يأكل الحرام عن طريق الربا والرشوة، وهو من أهل الصلاة الصيام، فهل تكون صلاته مقبولة وتنفعه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6310
 2014-05-14

 

يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ واللهُ رَؤُوفٌ بِالعِبَاد﴾. ويَقولُ تعالى: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّاً يَرَه﴾.

والمَطلوبُ من العَبدِ فِعلُ الطَّاعاتِ، والتي من جُملَتِها الصَّلاةُ، كما هوَ مَأمورٌ بِتَركِ المُنكَراتِ والمُوبِقاتِ، والتي من جُملَتِه الرِّبا والرِّشوَةُ، فإذا فَعَلَ الطَّاعاتِ سَقَطَت عَنهُ فَرْضِيَّتُها، وأُجِرَ عَلَيها إن أتى بها بِشُروطِها، والصَّلاةُ التي يُؤجَرُ عَلَيها العَبدُ هيَ التي تُعطِي ثِمارَها، قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاء وَالمُنكَرِ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ واللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون﴾.

وبناء على ذلك:

فالصَّلاةُ إذا لم تَنهَ صَاحِبَها عن الرِّبا والرِّشَوَةِ، فإنَّها تَسقُطُ عَنهُ بأدائِها، ولا يُؤمَرُ بإعَادَتِها، وأمَّا الأجرُ عَلَيها فالأمرُ مَوقوفٌ إلى الله عزَّ وجلَّ، إن شاءَ عَفا عَنهُ لِفعل الكبائِرِ، وإن شاءَ عَذَّبَهُ، وذلكَ لِقَولِهِ تعالى: ﴿وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ واللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

أمَّا في حَقِّ الدُّعاءِ الذي هوَ مُخُّ العِبَادَةِ، فإنَّ المرابي والمرتشي لا يُستَجَابُ حتَّى يَتوبَ إلى الله تعالى، وذلكَ لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّباً، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾.وَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾.

ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
7649 مشاهدة
الملف المرفق