أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4442 - توبة من حضرته سكرات الموت

21-11-2011 30358 مشاهدة
 السؤال :
لماذا لا تُقبل توبة العبد إذا حضرته سكرات الموت؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4442
 2011-11-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الله تبارك وتعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النساء: 18]. ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ) رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: حديث حسن.

وبناء على ذلك:

فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن العبد إذا وقع في سياق الموت، ويئس من العودة إلى الحياة، وعاين ملك الموت، وتاب إلى الله تعالى، فإن توبته لا تُقبل، لأنَّ من شروط التوبة العزمَ على أن لا يعود، وهو يئس من العودة إلى الحياة، وخاصة إذا انطبق عليه قوله تعالى: {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد} [ق: 22].

ولقد ضرب الله تعالى لنا مثلاً في القرآن العظيم لمثل هذه الحالة، وهو فرعون عندما أدركه الغرق، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِين * آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِين} [يونس: 90ـ91].

وربُّنا عز وجل بيَّن في القرآن العظيم بأن التوبة تُقبل من العبد إذا تاب بعد الذنب مباشرة، قال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً} [النساء: 17].

نسأل الله تعالى أن يرزقنا توبة صادقة لا ننقض عهدها أبداً. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
30358 مشاهدة