أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8711 - عدد التسبيحات بعد الصلوات

01-03-2018 2853 مشاهدة
 السؤال :
جاء في الحديث الشريف الذي رواه النسائي عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أُمِرُوا أَنْ يُسَبِّحُوا دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ، وَيَحْمَدُوا ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ، وَيُكَبِّرُوا أَرْبَعَاً وَثَلَاثِينَ، فَأُتِيَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي مَنَامِهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَمَرَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُسَبِّحُوا دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُوا ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُوا أَرْبَعَاً وَثَلَاثِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاجْعَلُوهَا خَمْسَاً وَعِشْرِينَ، وَاجْعَلُوا فِيهَا التَّهْلِيلَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «اجْعَلُوهَا كَذَلِكَ» وَفِي رِوَايَةٍ ثَانِيَةٍ لَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلَاً رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، قِيلَ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَمَرَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَمَرَنَا أَنْ نُسَبِّحَ ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ، وَنَحْمَدَ ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ، وَنُكَبِّرَ أَرْبَعَاً وَثَلَاثِينَ، فَتِلْكَ مِائَةٌ. قَالَ: سَبِّحُوا خَمْسَاً وَعِشْرِينَ، وَاحْمَدُوا خَمْسَاً وَعِشْرِينَ، وَكَبِّرُوا خَمْسَاً وَعِشْرِينَ، وَهَلِّلُوا خَمْسَاً وَعِشْرِينَ، فَتِلْكَ مِائَةٌ. فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «افْعَلُوا كَمَا قَالَ الْأَنْصَارِيُّ». فَمَا هو عدد التسبيحات بعد الصلوات المكتوبة التي يجب أن نلزمها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8711
 2018-03-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ: تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».

وفي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ ـ أَوْ فَاعِلُهُنَّ ـ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ، ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً».

وروى أبو داود عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَصْلَتَانِ، أَوْ خَلَّتَانِ لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، يُسَبِّحُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرَاً، وَيَحْمَدُ عَشْرَاً، وَيُكَبِّرُ عَـشْرَاً، فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَيُكَبِّرُ أَرْبَعَاً وَثَلَاثِينَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، وَيَحْمَدُ ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ، وَيُسَبِّحُ ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ، فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ».

فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ.

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ؟

قَالَ: «يَأْتِي أَحَدَكُمْ ـ يَعْنِي الشَّيْطَانَ ـ فِي مَنَامِهِ فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهُ، وَيَأْتِيهِ فِي صَلَاتِهِ فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةً قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا».

فَالرِّوَايَاتُ الوَارِدَةُ في التَّسْبِيحِ عَقِبَ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَةِ وَرَدَتْ بِأَعْدَادٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَأَيُّ عَدَدٍ مِنْهَا عَمِلَ بِهِ الإِنْسَانُ فَقَدْ وَافَقَ الوَارِدَ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى.

وَلَكِنْ أَكْثَرُهَا وَأَقْوَاهَا رِوَايَةُ التَّسِبِيحِ ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ، وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّكْبِيرِ كَذِلِكَ، فَالعَمَلُ بِهَا أَوْلَى.

وبناء على ذلك:

فَلَا حَرَجَ مِنَ العَمَلِ بِتِلْكَ الرِّوَايَاتِ، وَالأَوْلَى اعْتِمَادُ الأَقْوَى، وَ هِيَ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً وَتَحْمِيدَةً وَتَكْبِيرَةً. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2853 مشاهدة