أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4155 - رجل مصل صائم كثير الكفر والعياذ بالله تعالى

14-08-2011 22125 مشاهدة
 السؤال :
رجل متزوِّج مصلٍّ صائم، يكفر بالله تعالى كثيراً، وأهله يتضايقون من كثرة كفره ـ والعياذ بالله تعالى ـ فهل تطلق منه زوجته؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4155
 2011-08-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: روى الإمام البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه قال: (لَيْسَ أَحَدٌ أَوْ لَيْسَ شَيْءٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنْ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ). ربُّنا عز وجل حليم لا يعجل، يمهل ولا يهمل، والكلُّ في قبضته، ويفسح المجال للعبد إذا أراد التوبة لله عز وجل، ولولا حلم الله تعالى لعاجلهم بالعقوبة.

ثانياً: إذا تلفظ العبد بكلمة الكفر والعياذ بالله تعالى، فإنه يكون مرتداً عن دين الله عز وجل، ويحبط سائر عمله، ويفسخ العقد بينه وبين زوجته، وإذا مات على تلك الحالة قبل التوبة والدخول في الإسلام، فلا يغسل ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يرثه المؤمن.

ثالثاً: العبادات كلُّها لا تنفع المرتدَّ ـ والعياذ بالله تعالى ـ لقوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين} [الزمر: 65]، ولقوله تعالى: {وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} [المائدة: 5]، ولقوله تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُون} [الأنعام: 88].

رابعاً: من رحمة الله عز وجل بعباده قوله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164].

خامساً: يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ) رواه مسلم.

وبناء عليه:

أولاً: يجب على أهله وأولاده أن ينكروا هذا المنكر بالمعروف، وأن يذكِّروه بالله تعالى، ويحذِّروه من بطشه جلَّت قدرته.

ثانياً: يجب على هذا الرجل كلَّما تلفَّظ بكلمة الكفر ـ والعياذ بالله تعالى ـ أن يجدِّد إسلامه، ويصدق في توبته لله عز وجل، ومن تمام صدق التوبة العزم والجزم على أن لا يعود إلى كلمة الكفر مرة ثانية، وليعلم بأن عمله يحبط بكلمة الكفر.

ثالثاً: إذا تلفَّظ بكلمة الكفر فسخ العقد بينه وبين زوجته، ولا تحلُّ له زوجته عند السادة الحنفية إلا بعد عودته للإسلام وتوبته وبعقد جديد، وأما عند غيرهم فإذا رجع للإسلام قبل انتهاء عدَّتها فهي زوجة شرعية له. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
22125 مشاهدة