أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

9548 - ﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرَاً﴾

18-03-2019 2171 مشاهدة
 السؤال :
ما هو المقصود من قوله تعالى: ﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرَاً فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾؟ ونحن نعلم أنه ليس هناك سعي مسنون؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9548
 2019-03-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرَاً فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾. لَا يُفِيدُ سُنِّيَّةَ سَعْيِ النَّافِلَةِ، بَلْ يُفِيدُ بِأَنَّ إِقَامَةَ شَعَائِرِ الحَجِّ فَرْضٌ في العُمُرِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرَاً بِأَنْ أَكْثَرَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَزَادَ عَلَى الوَاجِبِ الأَصْلِيِّ، فَإِنَّ اللهَ تعالى يُجَازِي عَلَى الإِحْسَانِ إِحْسَانَاً، وَيُثِيبُ عَلَى القَلِيلِ بِالكَثِيرِ، فَلَا يَبْخَسُ أَحَدَاً ثَوَابَهُ، وَهُوَ عَلِيمٌ بِقَصْدِهِ وَإِرَادَتِهِ وَبِمَنْ يَسْتَحِقُّ هَذَا الجَزَاءَ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَلَا تَطَوُّعَ في السَّعْيِ، لِأَنَّ السَّعْيَ شُرِعَ في النُّسُكِ، الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرَاً فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾.

وَعَلَى هَذَا يَكُونُ التَّطَوُّعُ المَذْكُورُ في الآيَةِ الكَرِيمَةِ هُوَ التَّطَوُّعُ في الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، بِأَنْ يَحُجَّ الإِنْسَانُ وَيَعْتَمِرَ نَافِلَةً بَعْدَ أَدَاءِ الفَرِيضَةِ، وَيَشْمَلُ جَمِيعَ الطَّاعَاتِ زَائِدَةً عَلَى الفَرِيضَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2171 مشاهدة