أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2021 - الذبح عند القبور

03-05-2009 25016 مشاهدة
 السؤال :
يوجد في بلدتنا قبر يزعم أهل البلدة بأنه قبر عبد صالح، ولا يعرف عنه شيء، وبعض الناس يذبحون بعض الذبائح عند قبره، والسؤال: 1ـ هل يجوز نبش القبر للتأكد من وجود ميت فيه؟ 2ـ ألا يعتبر الذبح عند قبره شركاً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2021
 2009-05-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: فباتفاق الفقهاء أن حرمة المؤمن ميتاً كحرمته حياً، لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ وَهُوَ حَيٌّ) رواه أحمد.

ومن أجل ذلك حرم نبش قبر الميت إلا في حالات الاضطرار وفي مسائل معدودة ومحدودة ذكرها الفقهاء.

فالقبر منزل الميت وهو محترم لاحترام من حلَّ فيه فلا يجوز نبشه بدون ضرورة.

ولا يجوز أن يتذرَّع بعض الناس بأن هذا القبر خالٍ ويريدون أن يتأكدوا من وجود ميت فيه ليجعلوا ذلك ذريعة لنبش القبور، ولقد كان المشركون في شركهم يتحاشون مثل هذا ويحترمون الموتى مع وجود البغض في قلوبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فعندما عاد المشركون يوم بدر وحلَّ بهم ما حلَّ مروا بقبر السيدة آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفعلوا به شيئاً، فكيف بالمسلم المؤمن تكون عنده الجرأة لفتح قبر للتأكد من وجود ميت فيه؟

وأما زيارته فذلك من السنة، وذلك لأمر النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمْ الآخِرَةَ) رواه أحمد.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزور القبور ويسلِّم على الموتى ويدعو لهم، وهذا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالاتفاق أن هذا لاقبر خال.

ثانياً: يجب علينا أن نكون على يقين بأن المسلم المؤمن لا يذبح لغير الله تعالى، وعلينا أن نحسن الظن بالمؤمنين ولَأن يخطئ الإنسان بحسن ظنه خير له من أن يصيب بسوء ظنه، والأصل في كل مؤمن أن يعلم قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين}.

والواجب علينا أن نعلِّم الناس بأسلوب حكيم، ويحرم علينا أن ننسبهم إلى الشرك بدون التأكد من قصدهم، فالذين يذبحون عند القبر في الحقيقة لا يذبحون للقبر إنما يذبحون صدقة على صاحب القبر، حيث يوزع لحم الذبيحة على الفقراء وزائريه.

وأنا على يقين بأن هذه الظاهرة تكاد أن لا يبقى لها وجود، وإن بقي لها وجود فننصح المسلم ونرشده بالتي هي أحسن، دون أن نرميه بالشرك والتكفير، وليتذكَّر كل واحد منا قوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
25016 مشاهدة