أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6650 - حديث « عليكم بالشام»

24-12-2014 7760 مشاهدة
 السؤال :
هل ورد عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «عليكم بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6650
 2014-12-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد وَرَدَ في فَضْلِ بِلادِ الشَّامِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ، مِنهَا الصَّحِيحُ، ومِنهَا الحَسَنُ، ومِنهَا الضَّعِيفُ، فمن هذهِ الأَحَادِيثِ:

مَا رواهُ الترمذي بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا».

قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟

قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا».

قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟

قَالَ: «هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ، وَبِهَا ـ أَوْ قَالَ: مِنْهَا ـ يَخْرُجُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ».

ومَا رواهُ الإمامُ أحمد والترمذي بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نُؤَلِّفُ ـ نَجمَعُ ـ الْقُرْآنَ مِن الرِّقَاعِ ـ وَهِيَ مَا يُكْتَبُ فِيهِ ـ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «طُوبَى لِلشَّامِ».

فَقُلْنَا: لِأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟

قَالَ: «لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا».

وفي رِوَايَةٍ للطَّبَرَانِيِّ في الكَبِيرِ: «إِنَّ الرَّحْمَنَ لَبَاسِطٌ رَحْمَتَهُ عَلَيْهِ».

ومَا رواه الإمام أحمد وغَيرُهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «سَتَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ، أَوْ مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ، قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، تَحْشُرُ النَّاسَ».

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟

قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ».

ومَا رواه الإمام أحمد والطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عن خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  «أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ، كَيْفَ يَشَاءُ، وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلَنْ يَمُوتُوا إِلَّا هَمَّاً أَوْ غَيْظاً أَوْ حُزْناً».

ومن هذهِ الأَحَادِيثِ، مَا رواه أبو داود، وابنُ حِبَّانَ، والحَاكم، وقَالَ: صَحِيحُ الإِسنَادِ، عَن ابْنِ حَوَالَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «سَيَصِيرُ الْأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُوداً مُجَنَّدَةً، جُنْدٌ بِالشَّامِ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ».

قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ.

فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللهِ مِنْ أَرْضِهِ، يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ، فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ، وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ ـ أَحوَاضِكُم ـ  فَإِنَّ اللهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ».

وبناء على ذلك:

فالحَدِيثُ رواه أبو داود وغَيرُهُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ، بِلَفْظِ: «عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللهِ مِنْ أَرْضِهِ، يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ». هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
7760 مشاهدة