أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1679 - هل ورد حديث في الأبدال؟

22-01-2009 12646 مشاهدة
 السؤال :
أود أن أسألك عن الأبدال في السنة المطهرة فقد سمعت عنها ولم أفهم الكيفية فأرجو أن تشرحوا ذلك شرحاً وافياً.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1679
 2009-01-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاء في مسند الإمام أحمد عن شُرَيْحٌ قَالَ: ذُكِرَ أَهْلُ الشَّامِ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَهُوَ بِالْعِرَاقِ فَقَالُوا الْعَنْهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: لا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (الأَبْدَالُ يَكُونُونَ بِالشَّامِ وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ الله مَكَانَهُ رَجُلاً يُسْقَى بِهِمْ الْغَيْثُ وَيُنْتَصَرُ بِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَيُصْرَفُ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ بِهِمْ الْعَذَابُ).

وهناك روايات أخرى في الأبدال، وجميع هذه الأحاديث لا تخلو من ضعف.

والمقصود بكلمة الأبدال هو كما جاء في الحديث: (كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ الله مَكَانَهُ رَجُلاً).

وإني أرى: أن لا يُتعب أحدنا نفسه في مثل هذه المواضيع، لأن الأولياء في هذه الأمة موجودون إلى قيام الساعة بإذن الله تعالى، وهؤلاء الأولياء سَمِّهِم ما شئت، ولكن اعلم بأن صفة الأولياء هي كما قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون}.

وجميع الأولياء تُوضَعُ أقوالُهم وأفعالُهم في ميزان الشريعة، فما كان موافقاً للشريعة فعلى الرأس ثم العينين، وما خالف فيرمى وراء الظهر ولا يلتفت إليه.

والأهم من هذا أن ينظر أحدنا إلى نفسه أين هو من الأولياء والصالحين من أهل الاستقامة؟ وأين هو من الأحكام الشرعية؟ والكل سيُسأل يوم القيامة، ألم يقل مولانا عز وجل: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِين}؟

فانظر إلى نفسك واشتغل بإصلاح عيوبها، وأحسن الظن في جميع خلق الله، لأنك إن أحسنت الظن فلن تندم، وإن أسأت الظن بأحد من خلق الله فربما أن تندم، ولا ينفعك الندم. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
12646 مشاهدة