أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6058 - أجر القرض أعظم من الصدقة

26-12-2013 34084 مشاهدة
 السؤال :
 2013-12-26
هل صحيح أن الأجر على القرض الحسن أفضل عند الله تعالى من الأجر على الصدقة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6058
 2013-12-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: روى ابنُ ماجه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوباً: الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِن الصَّدَقَةِ؟

قَالَ: لِأَنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ، وَالْمُسْتَقْرِضُ لَا يَسْتَقْرِضُ إِلَّا مِنْ حَاجَةٍ».

وهذا الحَديثُ الشَّريفُ ضَعَّفَهُ عُلَماءُ الحَديثِ.

ثانياً: ذَكَرَ الفُقَهاءُ مَراتِبَ القُرُباتِ، وقالوا: القُربَةُ إلى الله تعالى في الهِبَةِ أتَمُّ منها في القَرضِ، وفي الوَقفِ أتَمُّ منها في الهِبَةِ، لأنَّ نَفْعَهُ دائِمٌ يَتَكَرَّرُ، والصَّدَقَةُ أتَمُّ من الكُلِّ، لأنَّ قَطعَ حَظِّهِ من المُتَصَدِّقِ به في الحالِ. وقِيلَ: إنَّ القَرضَ أفضَلُ من الصَّدَقَةِ.

وبناء على ذلك:

فَعِندَ جُمهورِ الفُقَهاءِ الصَّدَقَةُ أعظَمُ أجراً عِندَ الله تعالى من القَرضِ، وذلكَ لِقَولِهِ تعالى: ﴿مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيم﴾. ولِقَولِهِ تعالى: ﴿مثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ واللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء واللهُ وَاسِعٌ عَلِيم﴾.

وقالَ بَعضُهُم: القَرضُ أفضَلُ من الصَّدَقَةِ للحَديثِ الذي رواه ابنُ ماجه رَحِمَهُ اللهُ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
34084 مشاهدة