أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7947 - عدد الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ

03-04-2017 1430 مشاهدة
 السؤال :
كم هو عدد الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7947
 2017-04-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: مَعْرِفَةُ عَدَدِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لَيْسَ فِيهِ فَائِدَةً كَبِيرَةً، بَلْ عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَعْرِفَ قَدْرَ الصَّحَابَةِ وَقَدْرَ آلِ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَأَن يَعْرِفَ مَكَانَتَهُمْ عِنْدَ اللهِ تعالى، وَعِنْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْ يَعْرِفَ الوَاجِبَ الذي عَلَيْهِ نَحْوَهُمْ.

ثانياً: يَقُولُ سَيِّدُنَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في قِصَّةِ تَخَلُّفِهِ عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ: وَالمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَثِيرٌ، لَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابُ حَافِظٍ. رواه الإمام أحمد.

وَيَقُولُ الإِمَامُ السُّيُوطِيُّ تَعْلِيقَاً عَلَى كَلَامِ أَبِي زَرْعَةَ الرَّازِيِّ حِينَ قَالَ: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَنْ مِئَةِ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةِ عَـشَرَ أَلْفَاً مِنَ الصَّحَابَةِ مِمَّنْ رَوَى وَسَمِعَ: وَهَذَا لَا تَحْدِيدَ فِيهِ، وَكَيْفَ يُمْكِنُ الاطِّلَاعُ عَلَى تَحْرِيرِ ذَلِكَ مَعَ تَفَرُّقِ الصَّحَابَةِ في البُلْدَانِ وَالبَوَادِي وَالقُرَى؟

ثالثاً: يَقُولُ سَيِّدُنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ حَجَّةِ الوَدَاعِ: فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي المَسْجِدِ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ، نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي بَيْنَ يَدَيْهِ، مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ. رواه الإمام مسلم.

وبناء على ذلك:

فَلَا يُمْكِنُ الجَزْمُ بِتَحْدِيدِ عَدَدِ أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُتَفَرِّقِينَ في البِلَادِ، وَلَمْ يَكُنْ في زَمَنِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِحْصَاءٌ لِمَنْ أَسْلَمَ، أَو لِمَنْ وُلِدَ في الإِسْلَامِ، وَلَكِنْ كَانَ عَدَدُهُمْ يَتَجَاوَزُ المِئَةَ أَلْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ.

وَالأَهَمُّ مِنْ مَعْرِفَةِ عَدَدِ الصَّحَابَةِ مَعْرِفَةُ الوَاجِبُ عَلَى الأُمَّةِ نَحْوَ أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَمِيعَاً، وَخَاصَّةً مَعْرِفَةُ وَاجِبِ الأَدَبِ وَالاحْتِرَامِ وَالتَّقْدِيرِ لِهَؤُلَاءِ السَّابِقِينَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الذينَ اخْتَارَهُمُ اللهُ تعالى وَاصْطَفَاهُمْ لِيَكُونُوا أَصْحَابَ سَيِّدِ الخَلْقِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.

وَالأَهَمُّ مِنْ هَذَا مَعْرِفَةُ قَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبَاً، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي، لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضَاً بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَـبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللهَ، وَمَنْ آذَى اللهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ» رواه الترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

اللَّهُمَّ احْشُرْنَا مَعَ أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ القِيَامَةِ تَحْتَ لِوَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1430 مشاهدة