أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4113 - التأثر بالنظر إلى النساء

30-07-2011 22270 مشاهدة
 السؤال :
أنا شاب في مقتبل العمر، ومشكلتي أني أتأثر جداً بالنظر إلى النساء، وتخرج مني مادة لزجة، وهذا يجعلني في تعب ومشقة بسبب الاغتسال وتطهير الثياب، فأرجو إرشادي لحلِّ هذه المشكلة.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4113
 2011-07-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: تذكَّر قول الله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون} [النور: 30]، وتذكَّر قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون} [المؤمنون: 5ـ7].

ثانياً: يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) رواه البخاري ومسلم، فالزواج معين لغضِّ البصر وحفظ الفرج.

ثالثاً: عليك بصحبة الصالحين، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) رواه البخاري ومسلم؛ فالجليس الصالح لا يحدِّث جليسه عن النساء، ولا عن الشهوات، بل يذكِّره بالله تعالى، وخاصة في غضِّ البصر وحفظ الفرج.

وبناء على ذلك:

فأنا أنصحك بالزواج، فإن عجزت عن ذلك لا قدر الله فعليك أن تحتال على نفسك، وذلك بشغلها في الخيرات، لأنهم قالوا: ليس العاقل الذي يحتال للشر بعد أن يقع فيه، ولكن العاقل الذي يحتال للشر أن لا يقع فيه.

فالنفس إذا لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر، فجاهد نفسك في غضِّ البصر، واعلم بأن الذي تراه إذا كان سائلاً أبيض رقيقاً لزجاً، يخرج من غير تدفُّق، ولا يعقبه فتور، هو مذي، يوجب الوضوء، وغسل الثوب، وليس منياً يوجب الغسل. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
22270 مشاهدة