أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

250 - حكم الفتوى بجواز الربا

02-05-2007 9601 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح أن شيخ الأزهر أفتى بجواز الربا؟ وإن صح هذا فهل هذه الفتوى صحيحة أم لا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 250
 2007-05-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ أَنْ يُبَرِّرَ الإِنْسَانُ المَعْصِيَةَ، وَيَرَاهَا عَمَلَاً صَالِحَاً وَالعِيَاذُ بِاللِه تعالى، وَإِنَّ تَحْلِيلَ الحَرَامِ أَو تَحْرِيمَ الحَلَالِ فِيهِ خَطَرٌ عَلَى إِيمَانِ العَبْدِ، وَاللهُ جَلَّ وَعَلَا خَاطَبَ المُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ﴾. هَلْ بَعْدَ كَلَامِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَلَامٌ؟

وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الرِّبَا ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ بَابَاً ـ أَيْ يُورِثُ العَبْدَ المُرَابِي ذُنُوبَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ كَبِيرَةً ـ أَيْسَرُهَا مِثْلُ أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ». رواه الحاكم.

وفي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الدِّرْهَمُ يُصِيبُهُ الرَّجُلُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ ثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةٍ يَزْنِيهَا فِي الْإِسْلَامِ».

فَهَلْ بَعْدَ كَلَامِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَلَامٌ؟

وَأَجْمَعَ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ الرِّبَا مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ، فَهَلْ بَعْدَ إِجْمَاعِ الفُقَهَاءِ كَلَامٌ؟ وَاللُه عَزَّ وَجَلَّ مَا أَعْلَنَ حَرْبَهُ عَلَى أَحَدٍ مِنَ العِبَادِ إِلَّا عَلَى صِنْفَيْنِ فَقَطْ، الأَوَّلُ: المُرَابُونَ. وَالثَّانِي: الذينَ عَادُوا أَوْلِيَاءَ اللهِ تعالى. مَاذَا بَعْدَ كُلِّ هَذَا؟

فَقَوْلُ اللِه عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. لَفْتُ نَظَرٍ إلى خُطُورَةِ هَذَا الأَمْرِ، أَلَمْ تَبْقَ ذَرَّةُ إِيمَانٍ في قَلْبِ العَبْدِ حَتَّى يُحَلِّلَ مَا حَرَّمَ اللهُ تعالى؟

أَمَا يَكْفِي العَبْدَ أَنْ يَكُونَ ضَالَّاً حَتَّى يَكُونَ مُضِلَّاً؟ نَسْأَلُ اللهَ تعالى العِصْمَةَ في أَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا وَحَرَكَاتِنَا وَسَكَنَاتِنَا آمين. وَنَسْأَلُهُ تعالى أَنْ يُلْهِمَ مَنْ أَفْتَى بِهَذَا أَنْ يَتَرَاجَعَ عَنْ فَتْوَاهُ قَبْلَ مَوْتِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
9601 مشاهدة