أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1718 - إقامة علاقة مع امرأة على الإنترنت ودعوى أنها أخوة في الله

27-01-2009 46628 مشاهدة
 السؤال :
أنا فتاة من فلسطين أبلغ من العمر 28 تعرفت على شاب يبلغ من العمر 19 عاماً على النت بطريق الصدفة، وكان هذا الشاب متديناً وأنا الحمد لله محافظة على سنة نبينا الحبيب وهو كذلك أنا معلمة في مدرسة وهو طالب جامعة من خلال الحديث ارتاح كلانا لبعض وأصبحنا نتكلم على الإيميل فقط كتابة لا صوت ولا صورة وكل ما يجري بيننا هو بعث رسائل توعية إسلامية زادت من إيماننا بالله وإذا تكلمنا بالكتابة وحتى قام بتشجيعي على صلاة قيام الليل وعلى قراءة القران وأنا اعتبرت هذا الشاب بمثابة أخ في الإسلام وهو كذلك، أدعو له ويدعو لي بالخير حتى أننا تمنينا الشهادة في سبيل الله وزاد حبنا للجنة وللقاء الله والأحبة وأن نلتقي في الجنة بإذن الله، لو وجد بيننا الحب فما هو إلا حب أخوي فقط من باب الأخوة ولا يحدث بيننا أي كلام فيه غزل أو ما شابه ذلك وأنا حتى أنني تكلمت مع عائلته وأخواته وتعرفت عليهم من خلال النت وقمت ببعث هدية ذات قيمة رمزية ليس أكثر كذكرى من أختهم ، في يوم جاء الشاب وقال لي: إنه خائف من مثل هذه العلاقة هل يوجد حقاً أخوة في الإسلام؟ هل نحن على صواب في هكذا تعامل؟ وأنا خفت أيضاً مع أننا والله لا نتكلم بغير الدين حتى وإنه يقول لي أن إيمانه بالله ازداد من معرفته بي وأنه يبتعد عن الوقوع بالفواحش وزاد أدبه ويقول أنني أشجعه على أعمال الخير أرجو منكم إرسال فتوى صريحة وصحيحة لي بهكذا علاقة والله ولي التوفيق .
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1718
 2009-01-27

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا وله شيطان) رواه ابن حبان. ويقول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ) رواه مسلم.

وهذا الشيطان بالمرصاد لأهل الطاعة والاستقامة، لذلك يقعد على الصراط المستقيم كما أخبرنا مولانا عز وجل بقوله عندما أقسم لربنا عز وجل: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين}. وبقوله تعالى: {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين}.

وأحياناً يفتح الشيطان للعبد سبعين باباً من الخير ليوقعه في باب واحد من أبواب الشر، وذلك عندما يعجز عن إيقاع العبد في المعصية مباشرة.

وإني أرى الذي وقع بينكما هو من تزيين الشيطان لكما عندما عجز عن إيقاعكما في المعصية مباشرة، لأن فطرة الله لا تبديل لها، ولقد فطر الله الرجل وجعله يميل إلى المرأة والمرأة تميل إلى الرجل لحكمة ظاهرة معلومة.

والحديث من المرأة الأجنبية إلى الرجل الأجنبي محفوفٌ بالمخاطر، والله عز وجل يقول: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}. ورُبَّ كلمة تكتب تتمكن من قلب فراغ لا يستطيع صاحبه نزعها، وكم زيَّن الشيطان لبعض المسلمين أعمالاً استجرَّهم من خلالها إلى الموبقات، ومن ذلك الزنا، فكل ما يقرب من هذه الفاحشة أوجب علينا أن لا نقربه، وأول الخطوات كلمات.

لذلك أنصحكِ وأنصح هذا الأخ الكريم ـ حفاظاً على دينكما ـ بالابتعاد عن هذه المراسلات الخطية، وليستغن كل واحدٍ منكن بجنسه، فعليكِ أنتِ بصحبة الصالحات فإنَّ فيهنَّ الكفاية بإذن الله تعالى، وعليه بصحبة الصالحين فإن فيهم الكفاية.

وأعوذ بالله تعالى من ساعة غفلة يغرق فيها الإنسان من حيث لا يدري، وليتذكر كل واحد منا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ) رواه مسلم.

وإني أعتقد بأن أهلكِ لو علموا بهذه العلة وكانوا من أهل الالتزام ـ وهُمْ كذلك إن شاء الله تعالى ـ ما رضوا بذلك، وربما أن تحرجي أنت في ذلك إن علموا، فالله أحقُّ أن نستحي منه.

أسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق، وأن يحفظنا وإياكم من جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحيينا على الاستقامة. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
46628 مشاهدة